في مواصلة الحديث عن مزايا النظام الإسلامي، نعرض اليوم بعض الخصائص الإضافية لهذا النظام:
٥- النظام الإسلامي هو نظام أخلاقي
الإسلام يأمر أتباعه دائمًا بالتحلي بالأخلاق الحسنة ومراعاة حقوق الآخرين. يقول الله تعالى في وصف الأخيار:
«وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا» [الإنسان: ٧]
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“سباب المسلم فسق وقتاله كفر” (رواه البخاري ومسلم).
حتى في ساحات الحرب، يتميز النظام الإسلامي بقواعد أخلاقية فريدة لا توجد في أي نظام آخر. على سبيل المثال، يأمر الإسلام المجاهدين بعدم قتل الأطفال أو النساء. وفي هذا السياق، يُروى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: عندما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة مقتولة في ميدان القتال، قال:
“فنهى رسول الله عن قتل النساء والصبيان” (رواه البخاري ومسلم).
إنه النظام الإسلامي الذي يحترم جميع الحقوق. أما أولئك الذين يرتدون لباس الديمقراطية، فما الوحشية التي لم يرتكبوها؟!
فالأنظمة الديمقراطية من جهة تتبع طريق الظلم والوحشية، وهي الأنظمة نفسها التي قتلت ما يقارب ٥٠ ألف طفل ومسن بريء في غزة، بينما تدعي أنها قائدة حقوق الإنسان والحضارة والأخلاق.
هذه الأخلاق الفريدة كانت سببًا رئيسيًا في انتشار الإسلام واتساعه، فكثيرًا ما كانت هذه الأخلاق سببًا في فتح قلوب مظلمة لنور الإسلام. وسأذكر هنا مثالين معاصرين:
الأول: تيموثي ويكس، مواطن أسترالي وقع في أسر طالبان أثناء الاحتلال الأمريكي. تأثر بشدة بأخلاق أفراد الإمارة الإسلامية، والتي كانت متجذرة في القيم الإسلامية منذ تأسيسها. وبعد تبادل الأسرى وعودته إلى بلده، عاد مجددًا إلى حضن الإمارة، حيث دخل نور الإسلام إلى قلبه، وأصبح يُعرف لاحقًا بـ”جبريل عمر”.
الثاني: في غزة، أثناء مفاوضات تبادل الأسرى بين الطرفين، نجد أن الأسرى المحررين من سجون المسلمين ليس لديهم أي علامات تدل على سوء المعاملة، وكأنهم قضوا فترة عزلة طوعية، ليعودوا بعد ذلك إلى حياتهم الاجتماعية. ويرجع ذلك إلى أن المسلمين لم يمارسوا ضدهم أي انتهاكات، على عكس ما يعانيه المسلمون يوميًا في سجون الكفار. وأعتقد أن أخلاق رجال القسام ستكون سببًا في توبة كثيرين عن طريقهم المنحرف ومعتقداتهم الباطلة.
حتى مع الحيوانات، لا يسمح الإسلام بالظلم أو الوحشية. وفي هذا الصدد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“في كل ذات كبد رطبة أجر” (رواه البخاري).
الإسلام هو دين الأخلاق، الحضارة، والكرامة الإنسانية، ودوره الإيجابي في هذه المجالات واضح للغاية. وبالتالي، فإن النظام المستند إلى هذا الدين هو نظام ملتزم بالقيم الأخلاقية ويحترم حقوق الإنسان جميعها.