المساعدات المالية من الشركات الأجنبية:
كما هو معلوم لدى الجميع، استخدمت جماعة داعش كل وسيلة ممكنة لتحقيق الاكتفاء الذاتي ماليًا، وفي الوقت نفسه، سعت بعض الأطراف الغربية لتوفير مصادر تمويل لهذه الجماعة بما يتماشى مع مصالحها. وهنا نذكر أسماء بعض الشركات الأجنبية التي قدّمت، تحت أغطية مختلفة، ملايين الدولارات كمساعدات مالية لداعش:
1- شركة “لافارج” الفرنسية لصناعة الإسمنت:
قدّمت هذه الشركة أكثر من 6 ملايين دولار لداعش. وتُظهر التقارير وجود علاقات متبادلة بين داعش والشركة الفرنسية، حيث كانت الجماعة تتعاون مع “لافارج” لتأمين شراء المواد الخام، وتسهيل بيع الإسمنت، وحماية الموظفين. ومن جانبها، ساعدت “لافارج” داعش في تقويض المنافسين، خاصة ضد الإسمنت المستورد الرخيص من تركيا.
ووفقًا لتقرير صحيفة “الغارديان”، دفعت شركة “لافارج” ملايين الدولارات لداعش بين عامي 2013 و2014 لضمان استمرار عمل مصنعها شمال سوريا، مقابل شراء المواد الخام، بيع الإسمنت، وتأمين المرور الآمن لشاحناتها.
وكان مدير فرع الشركة في سوريا، برونو باشي، يصرّ على موظفيه بعدم إفشاء أي معلومات عن هذه الصفقات. وتُظهر الرسائل الداخلية أن كبار المسؤولين التنفيذيين في المكتب المركزي بباريس كانوا على علم بتلك المعاملات، بل وحاولوا التستر عليها.
وفي عام 2022، أُدينت “لافارج” في الولايات المتحدة بتهمة دعم الإرهاب، وتم تغريمها 778 مليون دولار. وكانت هذه أول مرة يُدان فيها كيانٌ تجاريٌ بتهمة تمويل داعش. وقد رفعت أكثر من 800 ضحية من الأقلية الإيزيدية، الذين عانوا من فظائع داعش، دعوى قضائية ضد “لافارج” في الولايات المتحدة للمطالبة بالتعويض.
وفي فرنسا، تواجه الشركة أيضًا ملاحقة قانونية بتهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وأما الشركة الأم “هولسيم”، التي اشترت “لافارج” عام 2015، فقد أنكرت علمها بهذه العمليات، وزعمت أن ما جرى تم دون إبلاغها. وقد أثارت هذه القضية تساؤلات كبيرة بشأن مسؤولية الشركات العالمية وآليات محاسبتها، خاصة عندما تنشط في مناطق النزاعات.
2- تويتر (حالياً “إكس”):
وفقًا لتقرير “تايم”، قامت امرأة تُدعى تمارا فيلدز من ولاية فلوريدا الأمريكية عام 2016 برفع دعوى قضائية ضد تويتر (إكس حاليًا)، مدعية أن المنصة وفّرت لداعش أرضية للتجنيد، والتمويل، والدعاية، مما أسهم في توسع الجماعة. وتشير الدعوى إلى أن قادة داعش تمكنوا من نشر رسائلهم، وجمع الأموال، واستقطاب المجندين عبر تويتر. رغم أن الشركة أنكرت الاتهامات، إلا أن القضية فتحت نقاشات حول مسؤولية شركات التكنولوجيا وتورطها المحتمل في دعم الإرهاب.
3- فيسبوك وغوغل:
بحسب تقرير من “CNN”، رفعت أسر ضحايا هجوم أورلاندو في الولايات المتحدة دعوى ضد فيسبوك، تويتر، وغوغل، متهمين هذه الشركات بأنها سهّلت لداعش الترويج لأفكاره، وتمويل أنشطته، وتجنيد عناصر جديدة، مما أدى إلى نمو الجماعة وزيادة هجماتها.
ملاحظة:
في 12 يونيو 2016، وقع هجوم مسلح في ملهى “بالس” للمثليين في أورلاندو بولاية فلوريدا، وقُتل فيه 49 شخصًا وجُرح 53 آخرون، ويُعدّ هذا الهجوم الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة من حيث الهجمات الجماعية.
4- شركة “تواسول”:
بحسب تقرير لوزارة الخزانة الأمريكية عام 2018، فإن شركة “تواسول” التي تنشط في سوريا قدّمت دعمًا ماليًا وماديًا وتقنيًا لداعش. وتُظهر التقارير أن هذه الشركة كانت تُستخدم لنقل الأموال بين مقاتلي داعش.