داعش فرع خراسان! الجزء الثاني

أسلم خراساني

لماذا أفغانستان مهمة لدى داعش؟

لطالما كانت أفغانستان وستظل ساحة لصراعات القوى الكبرى، وذلك لما تزخر به من موارد ومعادن تجعلها محط أنظار العالم. إضافة إلى ذلك، يشتهر شعبها بالشجاعة والإقدام، مما أكسبها مكانة مميزة.

تتميز أفغانستان بموقعها الجغرافي الفريد وطبيعتها البكر، مما يجعلها ذات أهمية خاصة للجميع. كما أنها تعتبر بوابة عبور سهلة وفعالة من حيث التكلفة إلى معظم دول آسيا.

من الطبيعي أن تضع داعش خططًا لهذه المنطقة، خاصة مع وجود نظام إسلامي يسعى إلى تحقيق العدل. هذا الوضع يثير حفيظة داعش وحلفائه، ويدفعهم إلى التخطيط للإضرار بهذا النظام.

إن رؤية نظام ينبثق من الشعب ويسعى لتطبيق العدل الإسلامي، يدفع أصحاب النوايا السيئة إلى التحرك ووضع الخطط لإفشال هذا النظام وتقويض سلطته.

عند التدقيق في استراتيجية داعش بعيدة المدى، يتضح لنا سعيهم إلى ترسيخ وجودهم في أفغانستان.

إذا تساءلنا عن مكانة أفغانستان وأهميتها في استراتيجية داعش الإقليمية وأهدافه بعيدة المدى، فسنحصل على إجابات تكشف الكثير.

بناءً على ذلك، يولي هذا التنظيم اهتمامًا خاصًا بالوضع الراهن في أفغانستان، حيث يعتقد أنه من خلال زعزعة استقرارها، يمكنه استقطاب الشباب وتجنيدهم، وإيجاد ملاذ آمن لتنفيذ مخططاته.

يرى داعش في أفغانستان أرضًا خصبة لإثارة مشاعر الانتقام، خاصة بين الشباب، وذلك بسبب سنوات الحرب الطويلة وتدهور القيم الذي تسببت به السلطات العميلة.

كان شعب أفغانستان المقاتل والمضحي أملا يعلق عليه داعش آماله لتحقيق أهدافه في المنطقة.

ولكن مع قيام النظام الإسلامي، تبددت آمال داعش، لأنه تنظيم عميل يسعى لتقويض الدول الإسلامية.

لكي يظهر داعش كلاعب مؤثر في المنطقة والعالم، كان لا بد له من قاعدة ينطلق منها وأتباع يثيرون الخوف في العالم.

لم تجد داعش مكانًا أنسب من أفغانستان، حيث يتطلع شعبها إلى إقامة حكومة إسلامية قوية، وهو ما يتوافق ظاهريًّا مع أهداف التنظيم.

لذلك، تزعم داعش أنه من خلال السيطرة على أفغانستان، يمكنه أن يظهر للعالم كقلعة منيعة.

ولكن الله حَمَى شعب أفغانستان من أهداف الأعداء الخبيثة، وبقيام نظام العدل والإسلام، أنقذ البلاد من شرورهم.

مع قيام النظام الإسلامي في أفغانستان، وحرمان داعش من تحقيق طموحاته، لجأ التنظيم إلى تنفيذ عمليات تخريبية في السنوات الأولى من عمر الحكومة الإسلامية.

ولكن لكونه تنظيمًا دخيلًا لا يمتلك جذورًا في هذه الأرض، فسوف يلقى نفس مصير أعداء أفغانستان الآخرين، وسيسجل التاريخ هزيمتهم وخزيهم.

في فكر داعش، تمثل أفغانستان محورًا للانطلاق نحو تحقيق أهداف أبعد وأوسع.

لقد أدرك داعش وداعموه أن أفغانستان هي نقطة عبور مثالية لتحقيق طموحاتهم الإقليمية.

Exit mobile version