إن العديد من الدول الغربية على دراية بهذه الحقيقة، وهذا ما تؤكده أقوال كثير من المفكرين، ويمكن لهذا المقال أن يلفت انتباه القارئ، وكل من لا يزال في حيرة بشأن هوية من يقف وراء تنظيم داعش، إلى هذا التنظيم المضلل، ورعاته، وحلفائه، وأهدافه.
كيف تمكن هذا التنظيم من النجاح؟ ولماذا يسعى لتدمير الآثار القديمة في المنطقة؟ ولماذا يُجبر الأقليات على الهجرة من ديارهم؟
لماذا يشعل نيران الكراهية بين الأديان والطوائف المختلفة؟ ولماذا يزرع بذور الفتنة بين القبائل التي عاشت بسلام معًا لقرون طويلة؟
كل هذه الأسئلة تثير الشكوك حول وجود إستراتيجية خطيرة تقف وراء داعش، وتشير هذه الأمور إلى أنهم يستخدمون الإسلام كأداة ووسيلة لتحقيق أهدافهم، ولهذا يشوهون الصورة الذهنية العامة عن الإسلام لدى الناس، ويقدمونه كدين وحشي يفتقر إلى الحضارة، والرحمة، والعدالة، والإنسانية.
ولا عجب في ذلك، فقد ظهرت العديد من الأدلة التي تفضح البغدادي بالإسلام والشريعة، وتدل على تطرفه وعدم كفاءته.
هدفنا هو توضيح الموقف الشرعي الذي فرضه الله علينا في مواجهة تحريفات هؤلاء الجهلة والمتطرفين، ولذلك نسعى لبيان كل ما التبس على الناس، مستندين إلى الأدلة من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، حتى يفهم الناس وتطمئن قلوبهم.
وهدفنا الآخر هو توعية وإنقاذ أولئك الشباب والفتيات الأبرياء الذين ضلوا الطريق، والذين يأتون من دول مختلفة وينضمون إلى داعش، ظنًا منهم أنهم ذاهبون إلى دولة إسلامية مثالية، لكنهم سرعان ما يدركون أنهم وقعوا في براثن عصابة إجرامية بغيضة.
ثم يرغب الكثير منهم في الخلاص من هذا النظام الاستبدادي، ونحن نشجعهم على التوبة والعودة إلى الأصل، لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
تنظيم داعش يحاول من خلال حملة دعائية واسعة تبرير جرائمه البشعة بذريعة نصر الإسلام وتطبيق الشريعة، وفي الوقت ذاته يسعى لكسب قلوب الناس، ومن واجبنا جميعًا أن نحذر من هذه الأجواء المضللة، ومن هذا الطريق المؤدي إلى الهلاك والدمار.
ونحن نبذل جهدنا لإخراج الناس من دوامة اليأس، ولنبشر المسلمين بأن النصر على هؤلاء الخوارج قادم لا محالة، وكل من يُقتل على أيدي هذه الفئة المفسدة، فهو من أعظم الشهداء، ومن يصبر، فله الأجر، وسيرى النصر.
كما شهدنا زوال نظام الأسد، فإننا سنشهد زوال هذه الجماعة الفاسدة، لأن أتباعها يهدمون الدين من الداخل، ويهاجمون قلوب المسلمين، وينشرون الجهل بدلًا من العلم والفقه والأحكام الشرعية التي وصلتنا عن طريق علماء الأمة. هؤلاء الجهلة لا يعرفون طريق التقوى ولا طعم الخشوع في عبادة الله، وما أبعد صفاتهم عن صفات نبي الله صلى الله عليه وسلم!
فليس في صفوفهم عالم موثوق يمكن الرجوع إليه، لا في العقيدة، ولا في الفقه، ولا في الأحكام الشرعية، وليس بينهم تلميذ تعلم على يد عالم معتبر، فبأي أهلية يصدرون الفتاوى والأحكام الشرعية؟
إن مستواهم العلمي أقل حتى من المبتدئين، فهم يتخذون قرارات القتل بسهولة تامة، دون أي تردد، وقتل الإنسان عندهم أهون من ذبح الحيوانات، ولا يترددون في تكفير المسلمين، ويبيحون دماءهم وأموالهم وسجنهم وفق أهوائهم.
لذلك لم نكن مبالغين: إن قلنا إنهم جهلة، بل هم أضل وأسوء.