اتخذ الكفار والمنافقون مواقف قوية ضد دين الإسلام المبارك
منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، ولكن أعظم الضرر الذي توجه إلى المجتمع والنظام الإسلامي كان من جانب الخوارج.
وبسبب تطرّفهم اعتبر الخوارج القدماء عامة المسلمين كافرين بسبب الصغائر، وثاروا على الخلافة الإسلامية بحجج تافهة للغاية، ولقد بدأت المرحلة الأولى من تفكيرهم عندما قال عبد الله ذو الخويصرة لتطرّفه وقلة ذكائه وفظاظته لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اعدل يا محمد! في حين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أعدل الناس وأقسطهم.
ثمّ قال عنه النبي صلّى الله عليه وسلم: إنّ من ضئضئ هذا قوماً یقرؤون القرآن لا یجاوز حناجرَهم یقتلون أهل الاسلام ویدعون أهل الأوثان یمرقون من الإسلام کما یمرق السهم من الرمیة لئن أدرکتهم لأقتلنهم قتل عاد.
ظهرت الخوارج في عهد عثمان وعلي رضي الله عنهما، إلا أن قوتهم وتمردهم على المسلمين بلغ ذروته في عهد علي ومعاوية رضي الله عنهما، ثم في عهد الخلافة الأموية، ولا سيما في عهد عبد الملك بن مروان، والوليد بن عبد الملك.
في عهد الخلافة العبّاسية ظهرت أيضاً ثورات للخوارج في بعض المناطق، فشنّ عليهم خلفاء مثل هارون الرشيد حروبا شرسة، رغم أن عددهم لم يكن كبيرا في هذا الوقت كما كان في العصر الأموي.
إن ثورة الخوارج ضد الخلافة العثمانية كانت قد اختفت تقريباً في أواخر القرن التاسع عشر، لكنهم رغم ذلك استمروا في جهودهم لنشر أفكارهم في بعض المناطق النائية، ولكن بسبب ضعفهم الشديد لم يتمكّنوا من الثورة.
مع سقوط الخلافة العثمانية تشتت الخوارج أيضاً وسكتوا، لأنه لم تكن هناك دولة إسلامية قوية ليثوروا عليها، لكن بعد بضعة عقود من الزمن، عندما استعاد المجاهدون مناطق وحرروها مرّة أخرى في المنطقة وتزايدت إمكانية استعادة الخلافة، ظهرت جماعة خارجيّة أخرى تسمّى داعش.
إن أفكار وتصرفات أعضاء داعش كانت مستمدة تحديداً من أفكار الخوارج القدماء؛ إنهم وصفوا كل من عارض دعوة داعش مرتدين، واعتبروا النساء المسلمات والمجاهدين عبيداً، واعتبروا مرتكبي الكبائر مرتدين.
بالإضافة إلى ذلك قامت الخوارج باغتيال العديد من العلماء والمجاهدين والشخصيات البارزة في العالم الإسلامي؛ فقاموا بتفجيرات وحشية في الأماكن العامّة والأسواق والمساجد والمراكز التعليمية، وتسببوا للمسلمين الكثير من المشكلات والخسائر بتطرفهم.
نتيجة إلى ذلك كله تكفّل العلماء والمجاهدون من مختلف أنحاء العالم الإسلامي محاربة هذه الفتنة وإخمادها، وقد تم هذه الأيام إضعاف وتدمير فتنة داعش إلى حد كبير، إلا أن بعض الدوائر الاستخباراتية لا تزال تحاول إبقاء هذه الفتنة قائمة ضد المسلمين.