حوار بين علي كرم الله وجهه والخوارج في النهروان:
دارت حوارات كثيرة بين علي رضي الله عنه والخوارج في النهروان، ولكن عندما سأل علي رضي الله عنه الخوارج عن أسباب فتنتهم، أجابوا وذكروا ما يلي:
١-لماذا لم يبح لهم في معركة الجمل أخذ النساء والذرية كما أباح لهم أخذ المال؟
٢-لماذا محى لفظة أمير المؤمنين وأطاع معاوية في ذلك عندما كتب كتاب (الهدنة في صفين)، وأصر معه على عدم كتابة (علي أمير المؤمنين)؟
٣-قوله للحكمين: إن كنت أهلاً للخلافة فأثبتاني. بأن هذا شك في أحقيته للخلافة.
٤- لماذا رضي بالتحكيم في حق كان له.
وأجاب رضي الله عنه عن الشبهة الأولى قائلا:
أبيح لهم المال بدل المال الذي أخذه طلحة والزبير من بيت مال البصرة، ثم هو مال قليل.
والنساء والذرية لم يشتركوا في القتال وهم أيضاً مسلمون بحكم دار الإسلام ولم تكن منهم ردة تبيح استرقاقهم.
وأجابهم على الشبهة الثانية:
بأنه فعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، وذكر -إن صحت الرواية- أنه قال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لي منهم يوماً مثل ذلك.
وأجابهم عن الشبهة الثالثة بأنه أراد النصفة لمعاوية ولو قال: احكما لي؛ لم يكن تحكيماً، ثم استدل بقصة وفد نصارى نجران ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم إلى المباهلة لإنصافهم.
وأجابهم عن الشبهة الرابعة: بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكّم سعد بن معاذ في بني قريظة في حق كان له.
أسباب ثورة الخوارج والانفصال عن المسلمين:
يمكن بيان أسباب ثورة الخوارج بشكل مختصر كما يلي:
1. الخلاف على الخلافة؛
ويعتبر هذا هو السبب الرئيسي لظهور الخوارج، كانت للخوارج نظرة متشددة تجاه علي رضي الله عنهم، ووفقا لعقيدتهم لم يكن الشخصيات الموجودة مؤهلين للخلافة؛ لأنهم لم يستوفوا المتطلبات المتطرفة للخوارج.
علاوة على ذلك، جعلوا الخلاف بين علي ومعاوية على الخلافة كحرب ضدها، مما أعطاهم الشجاعة للخروج على علي ومعاوية لاحقًا.
2. قضية التحكيم:
عندما اتخذ علي رضي الله عنه قرار التحكيم، رفضت الخوارج هذه الفكرة، وطالبوا مرة أخرى عليا رضي الله عنه بالتراجع عن هذا القرار وتجديد إيمانه من جديد، وعلى هذا أجابهم علي رضي الله عنه برد صارم.
3. اتهام أمراء المسلمين بالظلم والمنكرات:
كانت الخوارج يقولون في خطبهم وبياناتهم: إن السلطات تظلم والمنكرات تنتشر، لكن الحقيقة أنهم عندما انفصلوا عن المسلمين ارتكبوا فظائع وانتشرت منكرات أكثر.
4. العوامل الاقتصادية:
اتهم ذو الخويصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالظلم في قسمة الغنائم، وعادى عثمان رضي الله عنه، ولما استشهدوا الخليفة في بيته، قاموا بنهب بيت المال، كما أنهم خرجوا على علي في ساحة المعركة.