تحدثنا في الجزء السابق عن تعريف الخوارج وألقابهم، ونذكر هنا بعض ألقابهم الأخرى.
2- الحرورية:
وهذا الاسم منسوب إلى الذين انفصلوا عن جيش علي رضي الله عنه، واستوطنوا بالقرب من الكوفة في منطقة تسمى “حرورة”. تمت تسمية هذه المجموعة على اسم هذه المنطقة، ويقول الإمام الأشعري رحمه الله في كتابه “مقالات الإسلاميين”: إنهم سموا حروريين؛ لأنهم نزلوا بحرورية في أول عملهم.
٣- الشراة:
يقول العلامة الأشعري رحمه الله: إنما اختار الخوارج هذا الاسم؛ لأنهم باعوا أنفسهم في أفكارهم وتصوراتهم على طاعة الله تعالى. أي أنهم باعوا أنفسهم مقابل الجنة.
4-المارقة:
أطلق عليهم هذا الاسم؛ لأنهم انفصلوا عن جيش علي رضي الله عنه. يقول الشهرستاني في كتابه (الملل والنحل): وهم المرقة الذين اجتمعوا بالنهروان.
5- المحكّمة:
أطلق هذا الاسم على الخوارج عندما أنكروا التحكيم وقالوا: “لا حكم إلا لله” كما ورد في “مقالات الإسلاميين”.
هذه أسماء الخوارج وألقابهم، وهم يرحبون بكل هذه الأسماء إلا “المارقة” فإنها لا يقبلونها، يقول الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله: “وهم يرضون بهذه الألقاب كلها إلا بالمارقة فإنهم ينكرون أن يكونوا مارقة من الدين كما يمرق السهم من الرمية”.
بداية الخوارج وظهورهم:
متى ظهرت الخوارج؟
ذكر المؤرخون آراء مختلفة في ظهور الخوارج، و أهمها ما يلي:
الرأي الأول:
يقول بعض العلماء: إن أول شخص من الخوارج هو “ذو الخويصرة” أو “عبد الله بن ذو الخويصرة التميمي”. اعترض على توزيع الغنائم من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتقد عدالته.
وفي حديث البخاري جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي، فقال: اعدل يا رسول الله، فقال: «ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل» قال عمر بن الخطاب: دعني أضرب عنقه، قال: ” دعه، فإن له أصحابا، يحقر أحدكم صلاته مع صلاته، وصيامه مع صيامه، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية”.
وبناء على هذا الحديث يرى بعض العلماء أن ذي الخويصرة هو المؤسس الأصلي للخوارج، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأذن بقتله رحمة ولينا.
الرأي الثاني:
يقول القاضي علي بن أبي العز الحنفي الدمشقي رحمه الله في كتابه شرح العقيدة الطحاوية: “إن الخوارج ظهروا في الفتنة الأولى على عثمان رضي الله عنه والتي انتهت باستشهاده”.
الرأي الثالث:
ظهرت الخوارج عندما انفصلوا عن جيش علي رضي الله عنه وخرجوا عليه، وهذا الرأي مشهور عند كثير من العلماء. يصف الإمام الأشعري رحمه الله تاريخ الخوارج بقوله: لقد خرجوا على علي رضي الله عنه، وقال في ذلك: إنما سموا خوارجاً؛ لأنهم خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ولذلك اشتهر اسم الخوارج بالخروج على علي رضي الله عنه حتى لم يعد أحد يعرّف بالخوارج إلا وقد ذكر هذه القضية.