“البطالة في المنازل، والمعاناة في موسكو”: عنوان يثبت صحة ادعاءات المرصاد

فرهاد فروتن

#image_title

نشرت مؤسسة المرصاد قبل فترة مقالاً للكاتب المعروف باسم “مهاجر ساپي”، تحت عنوان “أسباب تزايد انضمام المواطنين الطاجيك إلى داعش”، تناول فيه مراراً وتكراراً تحليل مسألة تجنيد تنظيم داعش لمواطنين طاجيك.

 

في هذا المقال، ادعى الكاتب أن: “الفقر، الاستبداد، والقيود الدينية هي من بين العوامل الرئيسية التي دفعت بعض المواطنين الطاجيك إلى الانضمام إلى فرع داعش في خراسان.”

 

وأضاف الكاتب حول مسألة الفقر قائلاً: “يُعد طاجيكستان، الذي يبلغ عدد سكانه حوالي عشرة ملايين نسمة، من أفقر دول آسيا الوسطى. آلاف المواطنين الطاجيك يهاجرون إلى دول أخرى، لا سيما روسيا، لتلبية احتياجاتهم المعيشية.”

 

وذكر الكاتب أن: “روسيا تمثل الوجهة الأولى للعمالة الطاجيكية، لكنهم يواجهون هناك التمييز، وانخفاض الأجور، والعزلة، وغيرها من المشكلات التي تخلق بيئة مواتية لتجنيدهم من قبل الإسلاميين المتطرفين. ونتيجة لذلك، ينضم المواطنون الطاجيك إلى فرع داعش في خراسان من أجل الحصول على رواتب أفضل.”

 

وسائل إعلام أخرى مرتبطة بمعارضي طالبان أكدت مؤخراً صحة ادعاءات المرصاد، قائلة: “إن الوضع الاقتصادي السيئ في طاجيكستان يدفع الناس نحو داعش.” وأضافت هذه الوسائل: “يؤكد المسؤولون وخبراء الأمن في طاجيكستان أن تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد يوفر فرصة لتنظيم داعش لتجنيد الجنود.”

 

كما أشار “مؤسسة جيمز تاون”، التي تراقب نشاط الجماعات الإرهابية على مستوى العالم، في تحليل لها إلى أن داعش كثفت جهودها لاستهداف المجتمعات الطاجيكية، لتجنيدهم واستقطابهم.

 

أكدت المرصاد مراراً أن المواطنين الطاجيك يلعبون دوراً مهماً في الهجمات التي ينفذها تنظيم داعش في أفغانستان. وزير الدفاع الوطني، مولوي محمد يعقوب مجاهد، صرح مؤخراً قائلاً: “مشروع الخوارج لا جذور له في أفغانستان. يعتمدون في هجماتهم على مقاتلين أجانب، والمواطنون الطاجيك في الصفوف الأمامية لهذا المشروع.”

 

يُعد تدهور الوضع الاقتصادي السبب الرئيسي الذي يدفع المواطنين الطاجيك للانضمام إلى داعش. فالشباب الطاجيك، بسبب نقص فرص العمل والظروف الاقتصادية الصعبة، يبحثون عن حلول سريعة، حيث تقدم الجماعات المتطرفة مثل داعش وعوداً بالدعم المالي، رواتب ثابتة، وتوفير احتياجات المعيشة، مما يجعلها جذابة للكثيرين.

 

ولا يمكن تجاهل أن الفساد الواسع وانعدام الثقة في الحكومة في طاجيكستان فاقما الأزمة الاقتصادية في البلاد. فقد جاء في تقرير لمركز السلام العالمي أن “طاجيكستان احتلت المرتبة 162 من بين 180 دولة في مؤشر مدركات الفساد العالمي لعام 2023.”

 

الفقر المدقع في المناطق النائية بطاجيكستان يضع الأسر تحت ضغوط شديدة. داعش تستغل هذا الوضع عبر وعودها بتقديم مساعدات مالية، رواتب شهرية، ودعم مالي للأسر، مما يجعلها جذابة للغاية للفقراء الذين يعيشون في ظروف قاسية.

 

التقارير تشير إلى أن غالبية الطاجيك المنضمين لداعش هم من المناطق التي تفتقر إلى الفرص الاقتصادية. في الختام، يمكن القول إن الضعف الاقتصادي هو المحرك الرئيسي الذي يدفع الطاجيك للانضمام إلى فرع داعش في خراسان. وعلى الرغم من أن هذا الموضوع أُثير من قبل المسؤولين الأفغان، إلا أن وسائل الإعلام المعارضة لطالبان اعترفت مؤخراً بهذه الحقيقة أيضاً.

Exit mobile version