من جملة الكبائر التي ابتلي بها الخوارج، تأتي الذنب الثاني على النحو الآتي:
٢: الكذب
الكذب يُعد من أعظم الذنوب في نظر الإسلام، وقد بُيّنت عواقبه الوخيمة في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وقد أوصى الإسلام المسلمين بأن يكونوا مع الصادقين دومًا، وأن يبتعدوا عن الكذابين.
قال الله جل جلاله: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ”
وفي الحديث الشريف، قال النبي ﷺ: “إن الكذب يهدِي إلى الفجور، وإن الفجور يهدِي إلى النار.”
لكن الخوارج، خلافًا لهذه الآيات والأحاديث، يكذبون على الناس لنشر عقيدتهم المتطرفة، ويُحرّفون النصوص الإسلامية، ويُخفون الحقائق، وهم مستعدّون لقول أي كذب في سبيل تحقيق أهدافهم. كما أنهم، لأجل تمرير أجنداتهم الباطلة، يضلّلون عامة الناس ويكذبون عليهم.
٣: الغدر والخيانة
الذنب الثالث الكبير الذي ابتلي به الخوارج هو الغدر والخيانة. والخيانة ذنب عظيم يُفكّك أسس المجتمع.
قال الله جل جلاله: “إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ” (الأنفال: ۵۸)
وقال رسول الله ﷺ: “إذا اؤتمن خان” (رواه البخاري ومسلم)
الخوارج يخونون الأمة، وقادتها، والمسلمين، ويحاربون الإسلام والمسلمين تحت اسم الإسلام، ويعاهدون المسلمين ثم يغدرون بهم، ويقتلون الأبرياء، وهذا غدرٌ بيّن.
٤: إفرَاح الأعداء – إدخال السرور على أعداء الإسلام
هذا الفعل أيضًا محظور في الشريعة، ويُعد من الأفعال الخطيرة. القرآن الكريم والحديث الشريف نهيا عن هذا الأمر.
قال الله جل جلاله:
“إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ۖ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا” (آل عمران: ۱۲۰)
هذا الآية تُوضح أن الأعداء يفرحون بمصائب المسلمين وصراعاتهم الداخلية، فكل عمل يُسعد العدو هو عمل ضد الإسلام.
وعن حرمة “فرح الأعداء”، قال رسول الله ﷺ:
“لا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأخِيكَ، فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ” (الترمذي، حديث حسن)
فإذا كان الفرح بمصيبة أخ مسلم محرّم، فتأمّل كم يكون أعظم جرمًا الفرح بمهانة الأمة وسفك دماء المسلمين، وإدخال السرور على الكافرين!
كيف يُسهم الخوارج في فرح الأعداء؟
الخوارج يُثيرون الحروب بين المسلمين، ويُسيئون إلى اسم الإسلام، وينفذون هجمات انتحارية ضد المسلمين، ويُصادقون على دعايات الكفار، ويمنحونهم الفرصة ليقولوا: “الإسلام دين إرهاب.”
لذلك، حينما يستهدف الخوارج المساجد والأسواق والمدارس والمدنيين، يفرح الكفار؛ لأنهم يرون المسلمين يدمّرون أنفسهم بأيديهم. وهذا بوضوح “فرح الأعداء”، وهو محرّم شرعًا.