الخلافة الإسلامية كانت نظامًا إسلاميًا حقيقيًا في زمنه، قادها قادة حقيقيون وعظماء، ورفعوا راية الإسلام وهيبته وعظمته في جميع أنحاء العالم. كانت الخلافة كالغطاء الذي يضمن حماية ورفاهية المجتمع الإسلامي، ولهذا السبب كانت شوكة في أعين المجتمعات والأفراد والدول المعادية للإسلام.
لطالما حاول أعداء الإسلام إخماد هذا المحور الحقيقي للوحدة بين المسلمين، حتى يتمكنوا من تقسيمهم إلى جغرافيات، جماعات ودول، وفي النهاية قطعوا جذور الخلافة العثمانية عن طريق مصطفى كمال أتاتورك، ودفعوا المسلمين إلى هاوية الشقاء تحت عناوين مثل الحرية، القومية، العلمانية، وغيرها من المصطلحات والمفاهيم الاحتلالية.
وبما أن الخلافة كانت في الماضي رمزًا للعظمة والقوة، فقد ظهرت جماعات وقادة مزيفون يتحدثون باسم الإسلام، وذلك لتشويه هذه الكلمة ومنع المسلمين من العودة إلى ذلك المجد والوحدة.
وفي العالم الإسلامي، وجد الخوارج المعاصرون في هذا الوضع فرصة جيدة لتحقيق أهدافهم التكفيرية والإرهابية، فاستخدموا مظاهرهم المزيفة لنشر النفوذ الغربي والصليبي بين المسلمين، مفرقين بينهم باسم السنة والشيعة، ومنفذين أهداف الدول الكافرة دون أي تكلفة تُذكر.
وعند النظر إلى قادة هذه الجماعات، نجد أن أغلبهم شخصيات غير معروفة، أو أفراد لا يتمتعون بأي سمعة طيبة في المجتمع، ولا تظهر خدماتهم في الدين، بل يظهرون فقط عند الإعلان عن الأحكام وتقديم الرسائل. كما أن تفسيراتهم للدين منحرفة، ومعاملتهم للعامة أشبه بعلاقة السيد بالعبد، مما جعلهم خلال فترة الحكم الجمهوري يتصرفون بوحشية في المناطق التي سيطروا عليها، ويأخذون أرواح وأموال الناس كغنائم.
نشراتهم الإعلامية أيضًا تعتمد بشكل كبير على العنف والتمييز، ولا تتضمن أي نقاط إصلاحية أو مفيدة للشعب. معظم محتوياتها تأتي من ترجمات أو كتابات مأجورة من لغات أجنبية، وتعبر عن تفسيرات منحرفة للدين تُستخدم لأغراض سياسية.
ولو سألناهم عن إنجازاتهم حتى الآن، سنجد أنهم لم يحققوا شيئًا يذكر في أي دولة إسلامية، إذ اقتصرت أعمالهم على قتل المسلمين، دون الاعتراض على أهداف وخطط الغزو الأمريكية والأوروبية، ولذلك فإن إنجازاتهم تصب في صالح تلك الدول فقط.
أما فيما يتعلق بداعميهم، فالأمر واضح تمامًا، حيث توجد أدلة كثيرة تثبت أن هؤلاء كانوا ينقلون على متن طائرات ومركبات الاحتلال، وتلقوا أموالًا، وحظوا بدعم قوي في معاركهم ضد المجاهدين في إمارة أفغانستان الإسلامية.
في الوقت الحالي، يحكم أفغانستان نظام إسلامي مثالي ومتميز، يتولى قيادته أفراد متدينون وذوو خبرة سابقة مشرفة، ويعيش الشعب في سلام وسعادة. المشاريع التنموية جارية، وعملية الاعتراف الرسمي بهذا النظام مستمرة. إذن، ما معنى ادعاء الخوارج جلب نظام إسلامي آخر في ظل وجود هذا النظام الإسلامي الفريد؟
إذا كان الشخص مسلمًا حقًا ويريد نظامًا إسلاميًا، فمن الواجب عليه دعم هذا النظام؛ أما إذا كان لديه أهداف شخصية أو استعمارية، فمن الطبيعي أن يستمر في استخدام طوابع أسياده والتحدث عن نظام شرعي مزعوم.
إمارة أفغانستان الإسلامية ليست نظامًا مُهدى من أحد، بل هو نظام أُقيم بفضل تضحيات الآلاف من الشهداء والفدائيين، تحت إمرة قائد واحد، ويستمر بدعم شامل وكامل من الشعب.
أما الخوارج، فلا مكان لهم في أفغانستان الآن، لأنهم لا يستطيعون كسب دعم الشعب. في الفترة الجمهورية، عندما كانوا يحتلون أي قرية، كان الخوف يجبر جميع المدنيين على الفرار، مما كان يُحوِّل القرية إلى أرض مهجورة. أليس هذا دليلًا على الكراهية العميقة تجاههم؟ هل واجهوا أي قرية رحبت بهم؟
لحسن الحظ، وبفضل التزام إمارة أفغانستان الإسلامية، فإن أراضي أفغانستان محمية من أي جماعة خارجية أو أجنبية، ولن تتسبب بأي ضرر لأي دولة مجاورة أو بعيدة. لذلك، لا يجد الدواعش والخوارج مكانًا حتى لوطء أقدامهم.
وإذا حاولوا إظهار أنفسهم تحت أي اسم آخر أو ارتكاب أعمال شريرة مستغلين الفرصة، فإن القوات الاستخباراتية والأمنية ستعاقبهم في وقت قصير جدًا. إن شاء الله، الشعب واعٍ ويميز بوضوح بين الحق والباطل.