إنّ المبدأ الأساسي للحكم على أي مجتمع وبلد هو مرضاة الشعب ودعمه ومساندته؛ فلا يمكن حكم أي مجتمع دون مرضاة الشعب، لأنه لا توجد قوّة أو جيش يملك القوة التي تتمتع بها الشعب.
الشعوب هي التي تأتي بالحكومات إلى السلطة، والشعوب هي التي تطيح بها مرّة أخرى؛ وخير مثال على ذلك هو أفغانستان، حيث وصل النظام الجمهوري إلى السلطة بمساعدة الولايات المتحدة وحلف الشمال الأطلسي، وتم دعمه بملايين الدولارات، ورغم أنه كان نظاما لكنه كان باطلا، فلم يحظ بدعم الشعب وبالتالي تمت الإطاحة به.
وقف الشعب الأفغاني إلى جانب طالبان، وتعاونت معه بكل الطرق، وهُزمت القوى المعتدية، ولم تقدم طالبان أي وعود، لكن نشاطاتها تفوق وعود حكام العهد الجمهوري بعشرة أضعاف.
لكن داعش؛ فهي كظاهرة وجماعة إرهابية لا تقوم إلا على أعمال إجرامية، فهي تقتل الأبرياء بدلاً من كسب رضاهم، وتفرض عليهم قوانينها بالتجبر والقمع؛ فكيف يمكن إدارة بلد بهذه الطريقة؟
المبدأ المهمّ الآخر في الحكم هو حماية ممتلكات الشعب ودمائهم وأعراضهم، لكن داعش تبحث عن النهب بدلاً من الحماية، وربما سمعتم الأخبار التي تفيد بأن داعش في أجزاء كثيرة من سوريا والعراق تستولي على ممتلكات الناس بالقوة وتقتلهم إذا رفضوا التبرّع عليها.
بالإضافة إلى النهب والسرقة؛ ترتكب داعش جريمة الاختطاف أيضا، فبسبب الاختلاف مع مواطن تأخذ مبلغًا كبيرًا من المال من أهله، وإذا رفضوا دفع ذلك المبلغ تبادر إلى قتل المواطن البريء.
كما أن هناك فظائع شديدة بحق الأهالي في المناطق التي تحكمها داعش، لأنهم حكام همج ومجرمون، ولذلك تتناقص أعدادُهم يوما بعد يوم وتضيق عليهم الأرض.