بقلم : احمد بشام
عندما ظهر تنظيم داعش الخوارج عام 2014 بقيادة أبي بكر البغدادي، رفضت جميع الجماعات الجهادية من أهل السنة والجماعة في جميع أنحاء العالم خلافتهم الباطلة، واعتبروا بناء على أسس علمية خلافتهم، خلافة على منهاج البدعة.
بعد ذلك لم تجد داعش الخوارج سبيلا، فأخذوا يصدرون فتاوى تكفير وقتل المسلمين، وفي هذا الصدد أوّل من كفره العدناني الذي كان المتحدث الرئيسي للخوارج في ذلك الوقت، في بيانه هو الشيخ أيمن الظواهري، أمير تنظيم القاعدة.
حتى اليوم حسب وجهة نظرهم يعتبر كل مجاهدي العالم الإسلامي وعلماء الإمارة الإسلامية، والمشايخ والقادة وجميع قادة طالبان مرتدون وكفار، والسبب أنهم صالحوا الكفار بدلا من الحرب.
هنا السؤال الذي يطرح نفسه، إن كان بصلحه المشروع مع كافر، فإن أول من يكون كافرا هو الذي وقف في صف الكفار، ويدخل في ذلك أيضًا من يدافع عنهم، مثل الوالي الموسوم لخراسان المسمى لدى داعش بولي ثناء الله غفاري (شهاب المهاجر) الذي كان حاميا ومن حرس أمر الله صالح، فهو مرتد حسب فتوى داعش، ولا شك أن من كفر علانية تكون توبته أيضا علانية، لكن شهاب لما يتب علانية بعد، فكيف جعلته داعش واليا على المسلمين؟
هكذا الحاج بكر الذي
، اليد اليمنى لأبي بكر البغدادي، واسمه الحقيقي سمير عبد محمد نايل الخلفاوي، الذي كان في البداية لواء في القوات الجوية ثم كان مسؤولا مهما في استخبارات نظام صدام البعثي، وهو الذي كفّر أمير القاعدة فقط لأنه ذكر حدود العراق وسوريا في بيانه، بينما أعضاء حزب البعث العراقي كفار حسب مبادئ داعش من قبل، فلم يعرف أن سمير عبد محمد الذي ظل مستشارا للبغدادي، تاب من كفره، بل عندما قُتل سمير عبد محمد على يد مجاهدي لواء التوحيد، عثر في منزله على جواز سفره السوري وعليه تأشيرات دخول لدول تعتبر داعش العلاقة بها كفرا.
هذا فقط غيض من فيض وإلا فهناك المئات إن لم يكن الآلاف من الذين عملوا ضباطاً وجنوداً، أو عملوا في ميادين أخرى في الحكومات الملكية والجمهورية وغيرها، ولا شك أن هؤلاء يكفرون في الأحوال العامة حسب رأي الدواعش، لكنهم متورطون في الإرهاب والوحشية بجانب الدواعش، ولا تطلق عليهم داعش اسم المسلمين، بل منحتهم مناصب كبيرة في مجموعتها.