كتبه: قيس نعماني
قال الله تعالى:
«الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ».
عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال:
سألت أبي: أي المراد من هذه الآية؟ فقال: “هم الحرورية”. أي “إنهم الخوارج”.
الجماعة المعروفة اليوم باسم “الدولة الإسلامية” هي في الحقيقة خوارج في عصرنا هذا، لأنهم منذ ظهورهم لم يتركوا أهل السنة والجماعة و شأنهم، بل يكفّرونهم، و يخوضون حربًا ضدهم. أينما وجدت جماعات أهل السنة والجماعة في السلطة، تجد هؤلاء يقيمون في المناطق المجاورة أو يسعون لإنهاء سلطتهم لإقامة نظامهم الخارجي الفاسد.
من أكبر ضلالاتهم أنهم يكفّرون المؤمنين، و يقتلونهم، بينما يجدون خيرًا في حياة الكفار الحقيقيين من نصارى ويهود. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم:
«يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد»
(رواه البخاري ومسلم).
قال الإمام ملا علي قاري رحمه الله في شرح هذا الحديث:
“هؤلاء يكفّرون المسلمين، ويقتلونهم”.
أفعال هؤلاء الخوارج غريبة وعجيبة. لو تأملنا العالم اليوم، نجد أن النصارى واليهود يعيشون في أمن وسلام، بينما لا نرى خوارج يستهدفونهم. في الأماكن التي يسعى فيها المسلمون لإقامة الخلافة الإسلامية والنظام الشرعي، نجد أن هؤلاء المظلومين يعانون من القتل والاضطهاد، ويزيد الخوارج من معاناتهم بجرائمهم.
خذ مثلاً ما يحدث اليوم في فلسطين. المسلمون هناك يعانون بشدة، ولكن بدلاً من أن يحارب هؤلاء الخوارج النظام الإسرائيلي، يكفّرون المجاهدين الفلسطينيين الذين يدافعون عن الإسلام، ويصفون جهادهم بالفساد و شهادتهم بالموت الباطل.
أليس هذا خيانة و غدرًا بالخلافة الإسلامية؟
يدّعون السعي لإقامة الخلافة، ولكن حيثما وُجد جهاد حقيقي أو سعي لإقامة الخلافة، تجدهم يقتلون المجاهدين ويصفون جهادهم بالفساد. أما اليهود، فيتركونهم يعيشون في رفاهية وسلام.
ومن أكبر خياناتهم، هو موقف زعيمهم ذو الخويصرة الذي أساء الظن برسول الله صلى الله عليه وسلم، واتهمه بعدم العدل قائلاً:
“يا محمد اعدل فإنك لم تعدل”
(رواه ابن ماجه).
شخص يطعن في النبي صلى الله عليه وسلم ويتهمه بالظلم، أليس هذا خيانة للإسلام والمسلمين؟
من الواضح أن الخوارج هم أعداء قيام الخلافة الإسلامية. لو كانوا صادقين في سعيهم للنظام الإسلامي، لما قتلوا الآلاف من علماء أهل السنة والجماعة والمجاهدين في العراق.
ولو كانوا حقًا يسعون لإقامة الخلافة، لبايعوا إمارة أفغانستان الإسلامية. لكنهم، على العكس، قاموا ضد النظام الإسلامي، وما زالوا ماضين في فسادهم، حيث قتلوا العديد من علماء الإمارة الإسلامية الأبرياء أثناء قيامها.
المثير للدهشة هو أنه عندما احتلت 42 دولة بقيادة أمريكا أفغانستان، لم يقم الخوارج بأي هجوم على القوات المحتلة. على العكس، في أي مكان حاصر فيه مجاهدو الإمارة الإسلامية هؤلاء الخوارج، كان الأمريكيون يتدخلون للدفاع عنهم.
من الواضح أن الخوارج هم أعداء قيام الخلافة الإسلامية. شعاراتهم كاذبة، وأفعالهم فاسدة، وهم أدوات في يد أجهزة الاستخبارات المعادية، ويعملون لتحقيق مصالحها. هدفهم هو القضاء على المسلمين من على وجه الأرض، لكن هذا مستحيل، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الجهاد سيستمر حتى يوم القيامة، ونحن نؤمن بذلك، وأن معركة الحق والباطل ستبقى مستمرة إلى الأبد.