كتبه: جنيد زاهد
في الحقيقة، الصراع بين الحق والباطل كان دائمًا قائمًا بين البشر منذ زمن بعيد. أولئك الذين يبحثون عن الحق والحقيقة يسيرون على طريق العدل والدين الحق، بينما الذين يضلون عن الطريق الديني المستقيم يسلكون طرقًا خاطئة وغير مألوفة.
داعش هو أحد هؤلاء الأتباع الشيطانيين الذين وقفوا في مواجهة الحق والحقيقة في التاريخ المعاصر. ولذلك، يسعى داعش للحصول على القوة لضمان استمرار وجوده السياسي وتثبيت نفسه في الحركات العسكرية والجهادية.
هذا التنظيم، بمساعدة غير مشروطة من أجهزة الاستخبارات الإقليمية والعالمية واستخدامه للأدوات الإعلامية الحديثة، يحاول جذب الشباب من خلال إظهار الانتصارات المزعومة التي حققها.
الشباب الذين يفتقرون إلى المعرفة الدينية والتجربة يجدون أنفسهم محاصرين في فخ الفكر والدعاية الذي ينصبه لهم هذا التنظيم، ويقعون ضحية للخداع والحيل التي يسوقها.
لزيادة عدد أتباعه، تبنى داعش العديد من الاستراتيجيات، منها:
1. الوسائل البصرية:
استخدم داعش هذه الطريقة لتجنيد المقاتلين، حيث يعرض أولاً مواد بصرية مثل الفيديوهات والصور باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة.
بطريقة ماهرة، يجمع بين مشاهد العنف وتصوير المدينة الفاضلة (النظام الاجتماعي، العدل، الإنصاف) لإغواء الأشخاص الذين يميلون إلى التطرف الأيديولوجي وأولئك الذين يبحثون عن تحقيق احتياجاتهم الفردية.
لفهم هذه الظاهرة وكشف حقيقتها، يمكن الرجوع إلى مجلة “دابق” الإلكترونية التي تُنشر باللغتين العربية والإنجليزية.
2. الاستفادة من الفضاء الافتراضي في تجنيد القوات:
داعش هو من بين القليل من الجماعات الإرهابية التي تستفيد بشكل خاص من الشبكات الافتراضية لتجنيد عناصر من دول أخرى. نظرًا لأهمية التكنولوجيا الاتصالية في عصر العولمة، أسس هذا التنظيم مؤسسة إعلامية تُعرف باسم “الاعتصام” لتكون الذراع الإعلامية لداعش.
في الحقيقة، بدأ التنظيم في بناء إمبراطورية إعلامية بهدف السيطرة على عقول الشباب.
يقدم داعش نفسه في الفضاء الافتراضي والإعلامي كتنظيم يقاوم الظلم والحرمان والإهانة، وهو ما يبحث عنه كثير من الناس في هذا العصر. ومن خلال هذا السبيل، يحقق أفضل نتائج في تجنيد المقاتلين.
لقد أعدّ التنظيم وسيلة عبر الإنترنت والفضاء الافتراضي لتمكين الأعضاء الجدد أو الذين يرغبون في الانضمام من التواصل بسهولة مع قادة التنظيم، ويستطيعون من خلال هذا التواصل تنظيف عقولهم وتوجيههم نحو أهداف محددة مسبقًا. 3. الدعاية السوداء (الدعاية المضللة):
يمكن وصف الدعاية التي يبدأ بها هذا التنظيم في الفضاء الافتراضي بالدعاية السوداء، لأنها مثل اللون الأسود، لا تُرى ولا تُدرك حتى يغلب عليها اللون الأبيض.
يدخل التنظيم الشكوك والأفكار المغلوطة في عقول الشباب ويدفعهم نحو أهدافه السيئة.
باستخدام تقنيات إعلامية معقدة وخاصة تعتمد على عناصر من الحقيقة، يتهم التنظيم الحكام والحكومات في الدول الإسلامية بالعداء. ويطرح هذه الخطوات في الفضاء الافتراضي المتاح للجميع على أنها دعاية لحقوق الإنسان والعدالة.
في الواقع، يعرض التنظيم عبر أدواته الافتراضية والبصرية العالم المثالي وكأنه جنة على الأرض لأفراده، مما يغري البشر الجهلة الذين ينجذبون لهذه الصور والألوان فيتورطون في هذه المسار.