بقلم:المفتي حماس الانقيادي
في الآونة الأخيرة رأينا عدداً كبيراً من كبار قادة ومسؤولي داعش ينشقون عن هذا التنظيم الإجرامي كل يوم.
ومؤخراً انفصل عن الجماعة الشيخ عبد الرحيم “مسلم دوست” العالم الديني الأفغاني، وفي لقاء مصور مع وكالة المرصاد أبدى السيد مسلم دوست الندامة على انضمامه للجماعة قائلا: إن هذه الجماعة تفعل ما يخالف الشرع، وتستحل دماء المسلمين وأموالهم لنفسها.
وبحسب تصريحات الشيخ مسلم دوست؛ لقد انشق هو عن الفئة المنحرفة من داعش لأنها جماعة استخباراتية ومنحرفة يتم تمويلها من الدول الكافرة الأجنبية، واغتالت العلماء بأوامر منها، واستهدفت وهاجمت أماكن المسلمين والمراكز الإسلامية.
الشيخ مسلم دوست يعرب عن أسفه لانضمامه لداعش ويضيف: لقد كنت مخطئًا في معرفتي وتفسيري، والآن أشعر بالسعادة، وأشكر الله الذي نجاني من هذه الفئة الظالمة وفتح عيني على الحق.
والشيخ ليس من أهل أفغانستان فقط؛ بل يطلب من المسلمين في جميع أنحاء العالم أن يعرفوا حقيقة داعش، لأن داعش عدو الله والمسلمين، لذلك يجب أن تقفوا ضدها، وتقوموا بالقتال ضدها بشكل مباشر، وقومو بالقضاء على هذه الجماعة من على وجه الأرض بأي وسيلة ممكنة، ولا تتعاونوا معها ولا تنصروها، ولا تقتلوا المسلمين بأوامرهم ولا تلقوا بأنفسكم الطيبة في حفر الهلاك.
هل تعلمون من قتل عليا -كرمه الله وجهه- هل قتل علي- رضي الله عنه- على يد من أنكر حكماً دينياً؟ هل كان قاتله شخص محترف؟ فهل كان آخذاً للرشوة أم سكيراً؟ كلا! بل قاتل علي هو عبد الرحمن بن ملجم، وكان في البداية رجلاً صالحاً، وقارئاً للقرآن الكريم، ومعلما ممتازاً.
أرسل عمرو بن العاص والي مصر إلى عمر يقول: يا أمير المؤمنين! أرسل لي قارئا مميزا ومعلما للقرآن الكريم لتعليم القرآن لأهل مصر، فقال عمر بن الخطاب: بعثت إليك رجلا هو عبد الرحمن بن ملجم من أهل القرآن، وبعثت إليك عبد الرحمن بن ملجم رجلا فضلته عليك، فإذا جاء فاختر له داراً لتعليم الناس القرآن واحترمه جيداً.
لكن عبد الرحمن بن ملجم لم تكن له معرفة عميقة راسخة في الدين، فوجدت فيه أسباب كانت مخالفة للدين، فجذبته الخوارج فيما بعد إلى أنفسهم.
وقام هذا الشخص بعد ذلك واستشهد عليا، فلما أحضر للقصاص، قال للجلاد: لا تقتلني دفعة واحدة؛ أي لا تفصلوا رأسي عن جسدي بضربة، بل اقطعوا كل جزء من جسدي على حدة حتى أشاهد تضحية أعضائي في سبيل الله تعالى.
انظروا إلى محبة هذا الرجل لله تعالى، ما أعمق محبته! يريد أن تتمزق إلى أشلاء، لكن لماذا؟ لأنه قتل علياً وحسب تفكيره فإن قتل علي كان حقا وموجبا لأجر عظيم!
يجب أن نفهم أن أئمة أهل السنة والجماعة تحدثوا عن فقه ووعي لما قالوا: ليس المهم أن تقول أحب الله وتفعل ما تريد، لكن المهم أن تسعى إلى الأعمال التي يحبها الله تعالى.
أنت تقول: إنني أحب الله وأغار عليه، وأريد أن أضحي بنفسي في سبيل الله، لكن طريقك خاطئ، فهذا وقوع في الضلال، واستسلام للضلال، يجب أن نعلم ونقول ما يرضي الله تعالى.