كتبه: عبدان صافی
قبل بضعة أيام، قام مجاهدو حركة طالبان باكستان باختطاف العقيد خالد، نائب المفوض عاصف، وضابط في هيئة نادرا، فهد مير، من مدينة ديرا إسماعيل خان في خيبر بختونخوا.
عملية اختطاف هؤلاء المسؤولين الثلاثة الكبار وضعت ادعاءات الجيش الباكستاني بـ “باكستان الآمنة” في موضع تساؤل، وأثارت تساؤلات كبيرة حول كفاءة الجيش المهنية. كيف يمكن أن يكون الجيش على دراية بكل التهديدات، ولكنه يفشل في حماية ضباطه؟
عادةً ما يلقي الجيش والحكومة الباكستانية باللوم على أفغانستان في كل حادث يقع داخل حدودهم، ولكن بعد اختطاف ضباطهم، ما هو الجواب الذي سيقدموه الآن؟ كيف يمكن أن يُختطف ضباطهم في وضح النهار من مكاتبهم وشوارعهم؟
الواضح أن حركة طالبان باكستان موجودة على الأراضي الباكستانية، ولديها مراكز واضحة.
وفقًا للمعلومات، تواصل الجيش الباكستاني مع حركة طالبان باكستان من خلال مجلس زعماء القبائل، للتفاوض حول إطلاق سراح ضباطهم. وقد التقى زعماء المجلس بقادة طالبان في مراكزهم في ديرا إسماعيل خان وتحدثوا معهم عن إطلاق سراح الضباط.
الآن، السؤال المطروح هو: كيف يعرف زعماء القبائل عن مراكز طالبان في المنطقة ويجتمعون معهم، بينما الجيش الباكستاني وأجهزته لا يعرفون مواقع هذه المراكز؟ لا! إنهم يخشون الذهاب إلى هذه المناطق لإنقاذ ضباطهم، لذلك يعتمدون على مجلس القبائل لحل هذه المسألة.
إنه لأمر مثير للدهشة أن الأجهزة الباكستانية لا ترى مراكز حركة طالبان باكستان داخل بلادهم، ولكنهم يستطيعون رؤية المراكز والأفراد في أفغانستان على بعد مئات الكيلومترات، ويستطيعون حتى عدهم. يجب على الجيش والمسؤولين الباكستانيين أن يركزوا على نشاطهم بدلاً من إلقاء اللوم على الآخرين، لتحقيق السلام في بلادهم. ربما يمكنك خداع شعبك لفترة قصيرة من خلال إلقاء اللوم على الآخرين، لكنك لن تستطيع تغيير الحقيقة بذلك.