بقلم: مصطفى مجاهد
منذ بدء خلق أبو البشر (آدم عليه السلام) وحتى يومنا هذا، بل وحتى يوم القيامة، يستمر الصراع بين الحق والباطل. أحيانًا يظهر الباطل بوجهه الحقيقي، وأحيانًا أخرى يهاجم جسد الإسلام تحت ستار إسلامي.
إذا ما تأملنا التاريخ بدقة، فسنجد أنفسنا حتمًا أمام أشخاص يحملون أفكارًا متضاربة، وسنعرف من هم.
إحدى هذه الفئات من الفتنويين الذين يظهرون كذئاب في ثياب الأغنام ويهاجمون جسد الإسلام دائمًا، هي فئة الخوارج، التي غيّرت اليوم اسمها إلى “داعش” واستمرت في مسيرتها.
داعش اليوم هم نفسهم خوارج الأمس؛ لم يتغير فيهم شيء، كما يقول المثل الشهير: “الحمار هو الحمار، لكن السرج تغير.”
ربما الكثير منكم على دراية بالأفكار الفاسدة والتكفيرية للخوارج التي تتطابق مع أفكار داعش اليوم. من أي زاوية ننظر إليها، ندرك أنه لا فرق بينهم.
من هم الخوارج؟
الخوارج هم من اتهموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالظلم.
من هم الخوارج؟
هم من اتهموا الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم بالردة وبدأوا بقتلهم، واعتبروا أموالهم غنيمة حلالًا. قصة سيدنا عثمان وعلي رضي الله عنهما تكفي لإثبات ذلك.
يمكن القول بثقة أنه لو كان هناك نبي أو صحابي موجود اليوم؛ لكانت داعش هي أول من يحاول قتلهم. نفس الأفعال التي ارتكبها الخوارج في حقهم، تقوم بها هذه الجماعة اليوم، كما رأيناهم يقتلون العلماء وحفظة القرآن وغيرهم.
نسمع من أفواههم تكفير الجماعات الإسلامية والجهادية -بدون استثناء- حيث يعتبرون أنفسهم المسلمين الحقيقيين ويكفرون الآخرين. فكرهم وعقيدتهم هو اعتداء على جذور وأساسات الإسلام.
منذ بداية تحركهم وحتى اليوم، كان خنجرهم مغروسًا في جسد الإسلام والمسلمين.
قد تبدو هذه الحقيقة مثيرة للدهشة، لكني أقول لكم: ارجعوا واقرأوا سير الخلفاء الراشدين! تحققوا من تاريخ هؤلاء المتطرفين وانظروا كيف أباحوا لأنفسهم ظلم الإسلام والأمة الإسلامية!
اليوم، في كل أرض إسلامية، في كل زاوية من زوايا العالم الإسلامي، إذا ظهرت جماعة إسلامية، فإن أول من يسعى للقضاء عليها هو داعش.
هذه الحقيقة ليست بعيدة عن الواقع، بل هي الواقع نفسه الذي نشهد أمثلته الواضحة في كل مكان حول العالم.