بقلم: عبدان صافي
قال المتحدّث باسم الجيش الباكستاني الجنرال أحمد شريف أمس، خلال مؤتمر صحفي: إن الحدود الباكستانية الأفغانية طويلة للغاية، لذا فإن الرقابة من جانب واحد غير ممكن، وقال: إن باكستان أنشأت نحو 1400 نقطة تفتيش على طول الحدود، في حين أن القوات الأفغانية لديها 200 نقطة فقط، وأن الحكومة الأفغانية ليست جادة على الإشراف والمراقبة حسب زعمه.
أقول لك أيها الجنرال! أرجو أن تصحح كلامك أوّلا، ولا تسمّ خط ديراند الافتراضي خطا حدوديا، لأنه ليست هناك حدود دولية رسمية، كما أن الشعب الأفغاني لا يقبل هذا الخط الافتراضي أو القسري كحدود.
ثم ما يتعلق بقلقكم حول الخط الافتراضي بين البلدين، والإجراءات التي سيتم اتخاذها في حالة وقوع الكارثة، فالمشكلة تعود إلى غطرستكم وعدم مسؤوليتك لأنكم وضعتم سياجا، وأقمتم نقاط تفتيش، وكاميرات مراقبة، وقمتم بتوظيف عدد كبير من الموظفين والضباط عليها، لكنكم في كل ذلك لم تستجلبوا ثقة الحكومة الأفغانية في الأمر، ولم تبلغهم بذلك، وعندما كان من الضروري أن يجلس البلدان معًا ويشكلان أمرًا، أظهرتم قوتكم، واتخذتم إجراءات أحادية الجانب لإظهار قوتكم وأعلنتم خط ديوراند الافتراضي كحدود محمية.
بالإضافة إلى ذلك، استخدمت باكستان دائمًا ما يسمى بالحدود المفتوحة لأغراض سياسية، وحاولت كل بضعة أيام إيذاء رجال الأعمال والشعب الأفغاني من خلال إغلاق المعابر دون أي سبب معقول، وقد فشلت أيضًا استراتيجية الضغط هذه على الإمارة الإسلامية لأنّها اتخذت تدابير بديلة لتلبية احتياجاتها من الدول المجاورة الأخرى، واستغنت بذلك عن باكستان لحد ما.
على الرغم من الجهود المخلصة والقوية التي تبذلها إمارة أفغانستان الإسلامية من أجل تثبيت الأمن في باكستان، والتي جلبت المقاتلين ضد باكستان من الجبال إلى طاولة المفاوضات، إلا أن المفاوضات فشلت أيضا بسبب عناد الحكومة وجنرالات باكستان وغطرستهم، ودل سلوكهم هذا على أنهم غير جادين في حل المشكلات والقضايا.
كان الواجب على حكومة باكستان أن تكون ممتنة لإمارة أفغانستان الإسلامية، لكنها بدأت دعاية في المستوى العالمي لتشويه سمعة الإمارة الإسلامية، والتي تعكس بوضوح التفكير غير الجاد والسطحي للحكام الباكستانيين.
ولم تكتف باكستان بهذا، بل بدأت كردّ لجميل سلوك أفغانستان في استخدام المنظمات الإرهابية المتعطشة للدماء مثل داعش لتعديم الأمن داخل أفغانستان، ولقد زودتهم بمراكز وثكنات في خيبر بختونخوا وبلوشستان واحتفظت بالقيادة في دور الضيافة الأخرى حتى يمكن استخدامها لسفك دماء الشعب الأفغاني، كما دعمت جبهة التمرّد على الإمارة الإسلامية، ودعت قيادتها إلى جولات حكومية في باكستان لإعطائهم شرعية سياسية، وهو أمر لا يقبله أحد.