مفتي حماس انقيادي رقص
يقول الإمام السيوطي رحمه الله: (لولا العلماء لكان الناس كالبهائم). يعني أنه لو لم يكن هناك علماء، لكان الناس كالأنعام، إذ أن حياتهم ومعيشتهم ستكون كالأنعام.
العلماء هم مشاعل الطريق للمجتمع ويمثلون عموده الفقري، والمجتمع الذي يخلو من العلماء أو لا يرتبط بهم، هو مجتمع لا خير فيه. فعلى الناس أن يتخذوا من العلماء صحبة لبناء حياتهم الأخروية، ويجب عليهم أن يعيشوا حياتهم وفق الحقائق التي يبيّنها العلماء.
مسؤولية العلماء هي دعوة الناس إلى الدين، ومنعهم عن النواهي، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي مسؤولية العلماء في المجتمع.
قال رسول الله ﷺ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» (بخاري ومسلم).
يجب على العالم أن يدعو الناس إلى الدين بلطف وبأفضل طريقة، وأثناء الدعوة عليه أن يكون لينًا ولا يتشدد، يدعو الناس كما دعاهم رسول الله ﷺ.
يجب على العالم أن يتجنب المسائل الخلافية التي تفسد المجتمع وتؤدي إلى العداوة والحسد، ويجب أن يبلغ كل حكم ديني لكل فرد في المجتمع بوجه بشوش. وإذا كان هناك عمل غير شرعي في المجتمع، فعلى العالم أن يمنعه بحكمة وبطريقة جيدة.
يجب تجنب الإفراط والتفريط؛ فلا مكان للإفراط والتفريط في الشريعة.
إذا بقي المجتمع بدون دين وبدون دعوة، فإن المسؤولية تقع على عاتق العلماء.
من واجبات العلماء أن يسيروا على نهج رسول الله ﷺ وأسلاف الأمة، ولا يجب أن يخافوا من أحد في مسائل الدين ولا أن يكونوا تحت تأثير أحد.
قال رسول الله ﷺ:
«أَلاَ لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ هَيْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍ إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ، فَإِنَّهُ لاَ يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ وَلاَ يُبَاعِدُ مِنْ رِزْقٍ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ أَوْ يُذَكِّرَ بِعَظِيمٍ» [رواه أحمد، ابن حبان، وابن ماجه]
وأيضًا قال ﷺ:
«أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ أَوْ أَمِيرٍ جَائِرٍ» [أبو داود، أحمد]
يجب أن يكون فكر العالم ونظريته شاملة، فلا يكون محدود الفكر، ويبتعد عن العصبية القبلية واللغوية.
في الوقت الحاضر، المسؤولية الخاصة للعلماء هي بناء الفكر للشباب والدفاع عن النظام الإسلامي.
كل عالم يجب أن يعتبر الدفاع والحفاظ على النظام القائم واجبًا وفرصة له.
يجب أن يكون العالم غير طماع، ويبتعد عن الطمع الدنيوي، ويعمل في النظام الإسلامي ليس من أجل المناصب بل من أجل الواجب والخدمة. إذا كان نية العالم ومقصده المنصب والمصالح الدنيوية، فإن علمه يتحول إلى وبال وليس ثوابًا.
اليوم، إذا كانت المجتمع وأفراده جاهلين أو معرقلين للنظام الإسلامي، فإن المسؤولية تقع على عاتق العلماء. يجب أن يجمع العالم المجتمع حول النظام الإسلامي، ويجعلهم يدركون خيرات وبركات هذا النظام.
ويشجع الناس على الاستفادة من حق النظام الإسلامي والدفاع عنه في كل حال.