بقلم: شمس الله شهير
شهدت العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة توترًا مستمرًا على مدى السنوات الثلاث الماضية، وكان لهزيمة أمريكا في أفغانستان تأثير سلبي إضافي على هذه العلاقات. إذ أن باكستان منحت مجالها الجوي والبحري وأراضيها لاستخدامها في احتلال أفغانستان، مما أتاح للنظام الباكستاني فرصة لتحقيق مكاسب على حساب الشعب الأفغاني.
بعد انتخابات فبراير من العام الجاري وتشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة برئاسة شهباز شريف في مارس، سعى شهباز شريف لإعادة بناء العلاقات مع الولايات المتحدة واستجلاب الدعم السابق.
وفي هذا السياق، قام قائد الجيش الباكستاني، عاصم منير، بزيارة للولايات المتحدة استمرت 12 يومًا، حيث أجرى محادثات بناءة مع الجانب الأمريكي بهدف جمع التبرعات لتحسين الوضع الاقتصادي المتدهور لبلاده، والسياسي غير المستقر، والأمني المتدهور، وكذلك للحصول على مشاريع جديدة لتطوير البلاد.
في ضوء التدهور الأمني المتزايد، سعت باكستان إلى التعاون مع الولايات المتحدة وطاجيكستان بهدف مواجهة مشروع داعش الإجرامي. بدأت الحكومة الائتلافية الجديدة بقيادة شهباز شريف ملف تبادل التعاون بين هذه الدول الثلاث. وقد قام جون بوس، القائم بأعمال نائب الشؤون الخارجية الآسيوية للولايات المتحدة، وآخرون بزيارات إلى باكستان، كما أجريت تدريبات بحرية مشتركة بين البلدين في مدينة كراتشي.
أعلنت باكستان الشهر الماضي عن عمليات باسم “استحكام”، وبعد أسبوع من الإعلان، أجرت مناورات برية مشتركة مع الولايات المتحدة في إقليم البنجاب. انتهت مدة التدريبات بعد أسبوعين.
تظهر هذه التدريبات المشتركة والإعلان عن العمليات أن الولايات المتحدة وباكستان تعتزمان إنشاء مشروع جديد في المنطقة. ترغب دولة البنجاب في إرسال رسالة إلى الدول المجاورة لها، مثل إيران والصين وروسيا، بأنهم قادرون على خلق عقبات وتحديات أمام التعاون وتنفيذ المشاريع الكبيرة في المنطقة.
في الوقت نفسه، التقى رئيس وزراء باكستان، شهباز شريف، قبل أربعة أيام برئيس طاجيكستان، ودعا إلى مواجهة الإرهاب المشترك في أفغانستان وتشكيل حكومة شاملة فيها.
يشيرون إلى الإرهاب في حين أن طاجيكستان توفر قوة بشرية لداعش، وباكستان توفر لهم ملاذات آمنة. التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وباكستان تهدف إلى زعزعة الأمن على خط ديورند الافتراضي، وإرسال رسالة إلى الدول التي تسعى إلى علاقات مع إمارة أفغانستان الإسلامية.
لا ترغب الولايات المتحدة في وجود حكومة مركزية قوية في أفغانستان، ولا تترك موقع أفغانستان الجغرافي الحيوي في آسيا لمنافسيها السابقين مثل روسيا والصين وإيران.