بقلم: المهندس عمير
الاحتلال هو تلك الظاهرة الخبيثة التي تحمل في طياتها العديد من الآفات المدمرة. هو الذي يمهد الطريق للصراعات الدينية، ويقسم البلاد على أسس عرقية ومذهبية، ويفتح الباب أمام تفكك الوطن. هذه الحقائق التي عايشناها على مدى العقود الماضية.
قبل يوم 24 من شهر أسد، كان المحتلون، وخاصة إدارة كابول، يكررون مرارًا أن هناك مجموعات مختلفة تنشط في أفغانستان، وأن التفاوض مع طالبان وحده لا يجدي نفعًا. ولإثبات هذا الادعاء، أطلقوا عدة مشاريع، من بينها نقل مشروع داعش من الجبال إلى المدن، ومنحوهم أماكن هادئة خصوصًا في ننجرهار وكابول.
داعش، لفرض وجودها واستجابةً لرغبة أمريكا، استهدفت المساجد، المدنيين، المراكز الدينية والعلماء، بهدف إثارة النقاش حول وجودها في الإعلام، وعلى الصعيدين الإقليمي والعالمي. ولكن، كانت السلطات في إدارة كابول تلقي باللوم على الإمارة الإسلامية، محاولة بذلك زرع العداء في أذهان الناس تجاهها.
ومع ذلك، بعد يوم 24 من شهر أسد، حينما أعلنت الإمارة الإسلامية عفوًا عامًا، حاولت داعش استغلال هذا العفو بتحريض من استخبارات المنطقة، ونفذت بعض الجرائم في ننجرهار وكابول. ولكن، خلال بضعة أشهر، قامت الإمارة الإسلامية بالقضاء على جذور داعش مرة أخرى وتفكيك وجودها، مما أدى إلى مقتل العديد منهم، بينما فرّ الباقون إلى دول مجاورة.
رغم أن استخبارات المنطقة ما زالت تدعي بشكل غير مستقر وجود داعش في أفغانستان، إلا أن هذه الادعاءات ليست سوى محاولات لدفع أفغانستان إلى صراع آخر، وتأمين السبل لتحقيق أهدافهم الخبيثة. لكن الحقيقة هي أن مسألة وجود داعش في أفغانستان قد انتهت تمامًا.