لم تستطع الدول غير المسلمة حتى الآن أن تغلب المسلمين من خلال الحرب والتضحيات. إذا نظرنا إلى صفحات التاريخ، سنجد أن غير المسلمين كانوا دائماً يكسرون شوكة المسلمين بسبب الفرقة والاختلاف بينهم، وبالتي سيؤدي إلى ذهاب ريح وهيبة المسلمین.
لقد نجحت سياسة الكفار هذه والأعداء إلى حد كبير بسبب عدم انتباه المسلمين.
ومع ذلك، في كل عصر، لم يتوقف دعاة الحق عن قول الحقيقة، وقد أنقذوا شعوبهم وبلدانهم من سيطرة الكفار واستعبادهم من خلال قول الحق.
في الماضي، كانت فتنة المعتزلة والخوارج في أوجها. سأل أحدهم الإمام الشافعي رحمه الله: كيف استوى الله عز وجل على العرش؟ كان هدف السائل فقط هو إثارة الفتنة الكبيرة.
فأجابه الإمام الشافعي رحمه الله: الاستواء معلوم، وكيفیته مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
بهذا الجواب، بقي السائل صامتاً ولم يجد فرصة لإشعال الفتنة ونشر الفساد.
في وقت الفتن، الصواب هو أن يتحلى العلماء والخطباء وأهل الرأي بالشجاعة ويقولوا الحق ويدحضوا الباطل، ويجب على علماء الزمن والمسؤولين أن لا يعطوا الفرصة للعدو ليفتح باب الخلافات.
تأتي هذه الخلافات أحياناً دينية مذهبية وأحياناً قومية. هذه المرة، أثار الغرب فتنة باسم داعش بين المسلمين لتفريقهم وإضعاف قوتهم، وقضى على وحدتهم، وأثار الكراهية الدينية باسم الحنفي والسلفي وأهل الحديث. و ما قامت به داعش باسم الإسلام، يعلم به الناس و لا یخفی عن أعین أحد.
من مسؤولية حكام العالم الإسلامي والمسؤولين، والقادة، والعسكريين والمدنيين، والدعاة، والمعلمين، والعلماء، والخطباء، والمدرسين أن يمنعوا الفرقة في الأمة، ولا يسمحوا للأعداء بتقسيمنا من خلال الخلافات الدينية والمذهبية والقومية، وأن يخرجوا الخلافات الفرعية التي لا تستحق النقاش من دائرة النقاش بين الناس.
يجب على الأنظمة أن تبذل كل الإمكانيات لتطبيق هذا المبدأ، حتى تبقى جميع الدول الإسلامية، وخاصة إمارة أفغانستان الإسلامية، في أمان من هذه الفتن وما شابهها.
وما ذالك على الله بعزيز.