10 حوت؛ معركة شاهي كوت الأولى واتفاق الدوحة المنتصر

قاري إسحاق

كان العاشر من شهر حوت يومًا شهد أولى معارك شاهي كوت ضد أمريكا وحلفائها. وقعت هذه المعركة عندما غزت أمريكا المتكبرة أفغانستان، فقامت بإسقاط نظام شرعي، وبدأت بارتكاب فظائع وحشية. كانوا يصفون أنفسهم بأنهم “إنسانيون”، لكن في ذلك الوقت، كان الإنسان غارقًا في الدماء بسببهم، يلفظ أنفاسه الأخيرة في فقر مدقع.

نعم، كانت لحظات مخيفة، خيبة الأمل كانت منتشرة، الهزيمة كانت ظاهرة، جيش الحق كان ممزقًا، والمسلمون كانوا في حيرة أمام مستقبل قاتم. لكن إرادة الله كانت مختلفة، فقد وقفت أمريكا المتغطرسة وحلفاؤها كذئاب جائعة، لا يشبعهم شيء، ولكنهم وجدوا أنفسهم في حيرة وتخبط.

بذلوا جهودًا كبيرة، لكن أخيرًا سقطوا في قبضة رجل واحد؛ هذا الرجل كان شهيد الأمة، القائد الملا سيف الرحمن منصور، الذي قاد المعركة في جبال شاهي كوت المنتصرة. وهنا قهر الله العالم المتكبر أمام الشعب الأفغاني الفقير، وأجبره على الإذلال إلى الأبد.

اختار الله من الأمة الأفغانية بطلًا، عاقب بيده العدو المتكبر بشدة، ومن هنا انطلقت شرارة الجهاد في أفغانستان بأكملها، وبدأت ملحمة عظيمة.

وقفت العالم المتغطرس عاجزة أمام تكبيرات وثبات هؤلاء الشباب، فأسقطهم الأبطال المجاهدون من علياء كبريائهم إلى الأرض، وألحقوا بهم هزيمة ساحقة. وعندما أدرك العدو المغرور أنه يسير نحو الهزيمة، أطلق على المعركة اسم “الأفعى أناكوندا” لمحاولة تخويف المجاهدين، لكن ذلك لم ينفع، وانتهى بهزيمته.

لأن هؤلاء المقاتلين الشباب لم يكن لديهم إلا التوكل على الله، وكانت قلوبهم مملوءة بعشقه، ونهضوا على عهد الشهادة. ومع مرور الوقت، كانت معركة شاهي كوت تزداد شدة، وأصبحت أكثر إرهاقًا للعدو.

وفي هذه المعركة، قتل الأمريكيون بأعداد كبيرة، مما أدى إلى هزيمة نكراء لهم، واضطروا للاعتراف بخجل:

“لم نواجه مثل هذه المعركة القاسية منذ فيتنام!”

هذا الاعتراف لم يكن فقط فرحة للمجاهدين المتعبين في جبال شاهي كوت، بل أحيا روح الجهاد في جميع المسلمين، خاصة المجاهدين الذين خاضوا هذه المعركة، مما زادهم قوة وحماسًا، واستمرت المعارك باشتداد أكبر.

كانت المعركة ضارية جدًا، لدرجة أن العالم المتكبر أصبح ضعيفًا للغاية، وأصبحت دماء الجهاد تغلي في عروق كل أفغاني. ومن هنا، بدأت الهجمات الانتقامية تتواصل بعد هذه المعركة، وأصبح العدو يختنق أمام عزيمة الشعب الأفغاني، في حين أن التفجيرات الاستشهادية مزقت قلوبهم، وقدم الشباب تضحيات تفوق حدود الخيال.

استمرت هذه الملحمة لمدة عقدين من الزمن، لكن العالم المتكبر بدأ ينهار تدريجيًا، وأخيرًا، أجبرته الهزيمة في معركة شاهي كوت على الاعتراف بالهزيمة والجلوس للمفاوضات في الدوحة.

ولكن بفضل الله، لم يهزم طالبان العدو في ساحة المعركة فحسب، بل سحقوه أيضًا في ميدان السياسة. كانت هزيمتهم شاملة، لدرجة أنهم اضطروا إلى الفرار بذلّ، تاركين وراءهم جميع معداتهم كغنيمة للمجاهدين.

نعم، بطل شاهي كوت، مؤسس الجهاد، الشهيد القائد الملا سيف الرحمن منصور، نال الشهادة في هذه المعركة البطولية على يد العدو الجبان. لقد كان أول شهيد في جهاد الانتقام العظيم، اللهم تقبل شهادته!

Exit mobile version