يد داعش خلف عمليات الاختطاف حول العالم

سلیم بکتین

#image_title

إن أعمال وتصرفات تنظيم داعش لا تستند إلى أي أساس قانوني معروف، بل كل فعل يصدر عنهم هو من صنعهم الشخصي، حيث يقوم عناصر التنظيم بأي عمل يخدم مصالحهم المتعددة دون أي مبررات قانونية أساسية أو أخلاقية، فتنظيم داعش يتسم بالاستبداد المطلق.

في سبيل تحقيق الإيرادات، ينخرط تنظيم داعش في العديد من الأعمال غير القانونية وغير الإنسانية وغير الأخلاقية. يحاول التنظيم السعي وراء أي طريق يحقق له أرباحًا، بغض النظر عن الوسيلة.

ومن بين الأساليب غير المشروعة للحصول على الأموال، تأتي عملية اختطاف البشر ثم المطالبة بفدية مقابل إطلاق سراحهم.

في المناطق التي يسيطر عليها عناصر داعش، يقومون باختطاف أفراد من أسر الأثرياء، أو أتباع بعض الأديان والمذاهب، وكذلك الصحفيين والإعلاميين، والدبلوماسيين العالميين أو شخصيات بارزة أخرى. يتم احتجاز هؤلاء الرهائن في أماكن سرية، ويتم التواصل مع عائلاتهم أو الجهات التي ينتمون إليها بسرية تامة للمطالبة بفدية مالية ضخمة مقابل إطلاق سراحهم.

وفقًا لما ورد في كتاب يحمل اسم “داعش”، فإن التنظيم حصل في عام 2014 على نحو 20 مليون دولار من خلال عمليات اختطاف الرجال. (عطوان، عبدالباري، 1395 هـ، صفحة 45).

ويُقال إن تنظيم داعش متورط في عمليات الاختطاف على مستوى العالم. في المناطق التي يسيطر عليها، توجد مؤسسات ومدربون متخصصون في تعليم تقنيات الاختطاف. يقوم هؤلاء بتدريب طلابهم على أحدث التقنيات والأساليب التكنولوجية لتنفيذ عمليات الاختطاف بنجاح.

بعد تلقي التدريب، يعمل هؤلاء الأفراد كجزء من جناح تنظيم داعش، ويهدفون إلى تنفيذ أكبر عدد ممكن من عمليات الاختطاف الهامة لجمع الأموال للتنظيم.

ومن بين أهداف داعش أيضًا زعزعة الأمن في المناطق التي ينشط فيها، ودفع السكان المحليين للهروب إلى مناطق أخرى، خاصة إذا كانوا من الأثرياء. هذا الأمر يترك تأثيرًا سلبيًا كبيرًا على الاقتصاد المحلي، مما يؤدي في النهاية إلى إخلاء تلك المناطق من السكان والمستثمرين، وهو ما يسهل على التنظيم السيطرة عليها لاحقًا.

أما في المناطق التي لا يوجد فيها تواجد لداعش، يرسل التنظيم عناصره للتواصل مع المختطفين المحليين واللصوص، ويدعمهم بالموارد. تدريجيًا، يبدأ ظهور تنظيم داعش في تلك المناطق، ليصبح لاحقًا مركزًا لنشاطاته.

من خلال هذا الأسلوب، يحقق التنظيم عدة فوائد: أولاً، يُمكن لعناصره الدخول إلى المناطق بالتنسيق مع اللصوص المحليين؛ وثانيًا، يمكن للتنظيم زيادة عائداته المالية من خلال عمليات الاختطاف بشكل ملحوظ.

ابو صارم
Exit mobile version