من الواضح كوضوح الشمس أنه مع سقوط النظام الجمهوري، بسطت إمارة أفغانستان الإسلامية سيطرتها المباركة على كافة المدن، القرى، السهول، الجبال والوديان في البلاد، ناشرةً لواء الأمن والسلام، وخلقت أجواءً من الوحدة والأخوة الإسلامية بين جميع فئات الشعب. في كل أرجاء البلاد، احتفل الشعب بفرح كبير بهزيمة وانهيار قوى الاحتلال العالمي.
لقد سلموا الأمل والطموح لأبنائهم الأبطال الذين نشأوا من رحمهم لبناء الوطن وتطويره، فأبطال الجهاد والخنادق، دون تردد أو توقف، أعلنوا سيادة نظام إسلامي نقي تحت راية التوحيد البيضاء، وهو نظام لم يكن يتخيل أحد قيامه بعد سقوط الخلافة الإسلامية وفي ظل هيمنة الاستكبار العالمي الكافر.
ومع مرور الوقت، بدأت جميع الوزارات المدنية بتنظيم أعمالها اليومية وتقديم خدماتها بشكل طبيعي. وفي المجال العسكري، تم البدء بتأسيس جيش إسلامي مدرب، وقوة استخبارات وشرطة قوية، حيث اكتمل هذا البناء بسرعة. واليوم، بعد مضي ثلاث سنوات، أصبح وطننا يمتلك جيشًا منظمًا ومدربًا، وقوة استخبارات وشرطة تحفظ الأمن على الحدود، في المدن، والقرى.
لا يجرؤ أحد على التمرد علنًا ضد النظام القائم أو المساس بالأمن الموجود، وهذا هو سر قوة النظام ونجاحه. لكن الحوادث الفردية والاغتيالات المستهدفة لا تعني أن العدو قوي أو متفوق؛ لأن مثل هذه الأعمال تحدث حتى في أكثر الدول تقدمًا مثل: أمريكا، روسيا، اليابان وغيرها، حيث يتم استهداف كبار مسؤوليهم بين حين وآخر.
تلك الدول، رغم امتلاكها ملايين الجنود المدربين وقوة استخباراتية متطورة جدًا تنفق عليها نصف ميزانياتها السنوية، لم تشهد حربًا على أراضيها منذ مئات السنين. فهل يعني هذا أنها ضعيفة وغير قادرة على الدفاع عن نفسها؟ أو أن إمارة أفغانستان الإسلامية، التي مرغت أنف الغرب في التراب، قد فشلت الآن أمام عناصر داعش الخونة المأجورين؟
لا، ليس الأمر كذلك أبدًا.
الإجابة على كل هذا:
كل عدو يختبئ في الظلام، ولا تُعرف خطوط قتاله أو مراكزه، كما أن حجم قواته وتجهيزاته مجهول إلى حد بعيد، ولا يمتلك القدرة على احتلال أرض أو السيطرة على منطقة بشكل علني، ولا يحمي نفسه بعد تنفيذ هجومه، إنما هو عدو جبان بلا كرامة. ينبغي التصدي له بقدر الإمكان، لكن هذه الأفعال الجبانة لا يمكنها مطلقًا أن تهدد قوة النظام أو تعيق تحقيق أهدافه السامية.
وعلى هذا الأساس، يجب على دول الجوار والعالم أن تأخذ العبرة والدروس من الهزيمة المخزية لأمريكا وحلفائها. وعليهم أن يكفوا عن ملاحقة أهدافهم الاستخباراتية غير المشروعة في أفغانستان. إن محاولاتهم لإضعاف نظام إسلامي قوي لا مثيل له في العالم هي مجرد أحلام لا يمكن أن تتحقق.