كان شابًا طويل القامة، وسيم الوجه، شجاعًا ومجاهدًا مهابة، هو الشهيد السعيد سيد فريد الله حذيفة، ابن سيد مبين، وحفيد سيد جيلاني، وُلِد في قرية تنغي سيدانو، في منطقة دايميرداد، في ولاية ميدان وردك، عام 1382 هـ/ش، في عائلة متدينة وجهادية.
بدأ حذيفة تعليمه الديني والعصري في مدرسة قريته (أصحاب صفه) ومدرسته (الشهيد مولانا غلام درويش). كان لا يزال طفلاً عندما بدأ غزو الصليبيين لبلاده واحتلالها.
لم يبلغ حذيفة سن الشباب بعد حين أصبح عضوًا فعالًا في حركة طالبان الإسلامية. وبجانب التزامه بالجهاد، واصل حذيفة مسيرته التعليمية. أكمل تعليمه الديني والعصري حتى المرحلة المتوسطة.
تغلبت عليه حماسته الجهادية، فانخرط مباشرة في المراكز الجهادية، وبدأ جهاده رسميًا ضمن صفوف المجاهدين في منطقة بكسمند و هي وادية التابعة لمديرية تشك.
خلال وقت قصير، أصبح حذيفة مجاهدًا بارعًا وقويًا، حول هو ورفاقه الأرض إلى جحيم على أعدائهم من النظام الشيوعي وأعوانهم، حيث كانوا يشنون هجمات قوية عليهم من كل الجهات.
كان حذيفة صاحب فكر مستنير، وعزيمة قوية، وموهبة عظيمة، وتقوى عالية، وشخصية حكيمة.
بذل حذيفة جهودًا لا تعرف الكلل في الدفاع عن الدين والوطن ضد قوات الاحتلال، وتحمل المصاعب الجسدية والنفسية لتحقيق هدفه السامي في رفع كلمة الله، ونيل رضى الله، والاستقلال، وتعزيز النظام الإسلامي.
سافر حذيفة إلى ولاية ننجرهار عدة مرات لمكافحة الخوارج الذين يعارضون النظام الإسلامي، وشارك في معارك ساخنة ضد داعش، حيث أرسل العديد من أعداء النظام الإسلامي إلى جحيمهم بأيديهم المباركة، مبرّدًا بذلك قلوب المسلمين. أصيب بجروح خطيرة عدة مرات خلال العمليات الجهادية وسالت دماؤه الطاهرة في سبيل الله.
كان حذيفة شابًا وسيمًا، شجاعًا ومهابًا، يقول الحق دون خوف أو تردد. في 16/2/1399، شنت القوات الأمريكية وأعوانهم هجومًا كبيرًا بريًا وجويًا على مديرية تشك، لكن إرادة الله كانت غير ذلك.
تصدى حذيفة ورفاقه الجهاديون لهم، وبعد معركة حامية، استهدفته طائرة درون دون طيار، مقدماً شبابه قرباناً للقاء ربه.
بفراقه انكسرت قلوب كثيرة، وبكت عليه الدموع. كان حذيفة تقبله الله شخصية محبوبة بكت لفراقه الأصدقاء والأعداء على حد سواء.
لم يكن حذيفة قد تزوج بعد عندما فارق هذه الدنيا الفانية.
يحكي أحد أصدقائه أن حذيفة كان مخلصًا في عبادته لله، وكان يتنبأ بأشياء جيدة لمستقبله. ذات مرة، أثناء صلاة التهجد، طال سجوده حتى غط صديقه في النوم. استيقظ على صوت بكائه وتدفق دموعه، فوجده جالسًا متوجهًا للقبلة، يرفع يديه بالدعاء، ودموعه تنهمر كالمطر. دعاه إليه وأخبره أنه لم يخبر أحدًا بذلك، وقال: “لقد قررت أنني سألقى ربي هذا العام في رمضان”.
كان حذيفة مجاهدًا شابًا وكانت له علاقة خاصة بربه. كان في عجلة من أمره للوفاء بوعده لربه، وفي النهاية استشهد في معركة مقدسة ضد أعداء الدين والوطن، ووفى بوعده. الله يصدق وعود الصادقين.
“مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” [سورة الأحزاب: 23]