الكاتب: مبارز الهروي
منذ بداية إعلان داعش الخلافة المزعومة وحتى الأيام الأخيرة نجد في أقوال وأعمال قادتهم تناقضا حادا وهم لا يثبتون على رأي.
طالب جيل البغدادي في بياناتهم الأمة الإسلامية بعدم الحكم والقضاء على جماعتهم من الخارج, ودعاهم إلى أن يأتوا وينظروا أفعالها عن كثب ولكن لم تكن أقوالها في مستوى أعمالها, فاتهم كل من انتقد تصرفاتهم السيئة أو رفع صوته لمظلوم تعرض لظلم جيل البغدادي بتهم أوجب بها قتلهم
جيل البغدادي كان يحسن صياغة العبارات الرنانة المثيرة لمشاعر الشباب, فكانت كلماتهم تتمحور حول الجهاد والقتال ضد الكفر والثأر لدماء المسلمين المضطهدين وكان لسان جيل البغدادي يهدد إسرائيل وأميركا في كلمته البليغة وخطاباته الفصيحة, ولكن لم تكن الأقوال تصدق أفعالهم.
كان المتحدثون باسمهم، مثل السحرة يخدعون عامة الناس بكلماتهم وشعاراتهم الرنانة, وهم لم يكونوا إلا مجرد وسيلة وطريقة لإخفاء الفعال يوم المعترك.
بالرغم من أن جيل البغدادي كانوا يعتبرون أنفسهم ألدهم عداوة لإسرائيل, إلا أن عناصره بعد سيطرتهم على جزء كبير من مساحة سيناء المصرية قطعوا رأس مجاهد لِما أنه كان يرسل الأسلحة إلى أشقاءه في حماس وبذلك ارتد ووجب فصل رأسه عن بدنه !
ورغم هذا أن العدناني أقسم بالله خلال كلمته أنهم لم يحملوا السلاح إلا للدفاع عن دماء المسلمين وأعراضهم، إلا أنهم في ميدان العمل ما قاموا إلا بسفك دماء الأبرياء من المسلمين، وقدموا أعراض المسلمين لأعداء الإسلام بكلتا يديهم.
وفي الأيام التي كانت الخلافة المزعومة تلفظ فيها أنفاسَها الأخيرة, وأراضيها في انكماش سريع وخلافتها إلى الزوال والانهيار, استهدف القناصون العائلات التي كانت تسعى للخروج من أراضي هذه الخلافة الوهمية من أجل إنقاذ حياتها, بينما هلك الذي نصب نفسه خليفة خارج حدود خلافته.
ما أشرنا إليه شطر من التناقض بين أفعال خوارج وأقوالهم, ولو أردنا أن نذكر كل تناقض بين أقوالهم وأفعالهم، فليس لنا إلا أن نؤلف عدة كتب.
لكن والحمد لله، انطمست الآن نار هذه الفتنة أكثر من أي وقت مضى، ولم يبق للأمة الإسلامية إلا القليل لتتخلص من هذه الغدة السرطانية، وتتنفس الصعداء إن شاء الله..