الدعم المالي من مقاتلي أجانب
لا يُعزّز المقاتلون الأجانب القوة العسكرية لداعش فحسب، بل يُوسّعون أيضًا موارده المالية، ووفقًا لدراسات دولية، فإنّ العديد من هؤلاء المقاتلين يأتون من دول متقدمة ذات ظروف اقتصادية جيدة، ويُخصّصون جزءًا من ممتلكاتهم الشخصية لدعم داعش.
يلعب وجود المقاتلين الأجانب ودعمهم المالي دورًا رئيسيًا في توسّع داعش واستمرارها. تُستخدم المساهمات المالية التي يرسلها هؤلاء الأفراد في عمليات داعش ومعداتها وأنشطتها الأخرى، ولمنع هذا التمويل، يُعدّ التعاون الدولي، والسيطرة على المنصات الإلكترونية، ومراقبة الأنظمة المالية غير الرسمية أمرًا أساسيًا.
استقطب داعش وفقًا لمعلومات الحكومة الأمريكية، حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2014، حوالي 19,000 مقاتل أجنبي من 90 دولة مختلفة. لا يشارك هؤلاء الأفراد في الحروب فحسب، بل يلعبون أيضًا دورًا مؤثرا في تمويل داعش، وفقًا لتقارير المجلة وصحيفة واشنطن بوست، فإن عدد بعض الرعايا الأمريكيين والأوروبيين المنضمين إلى داعش، والذين يشاركون عمليًا في الأنشطة العسكرية والمالية للتنظيم، هو كما يلي:
1- فرنسا: حوالي 1700 مقاتل؛
2- بريطانيا: حوالي 760 مقاتل؛
3- ألمانيا: حوالي 760 مقاتل؛
4- بلجيكا: حوالي 470 مقاتل؛
5- السويد: حوالي 300 مقاتل؛
6- أمريكا: حوالي 250 مقاتل.
تتلقى داعش الموارد المالية من خلال المشاركين الأجانب بالطرق التالية:
1- التبرّعات الشخصية: يتبرع العديد من هؤلاء الأفراد بجزء من أصولهم لداعش على شكل نقود أو سلع ثمينة أو غيرها من الممتلكات.
2- جمع الزكاة والتبرعات الخيرية: يعتمد داعش، استنادًا إلى الشريعة الإسلامية، على الزكاة كأحد مصادر دخله الرئيسية. يجمع المشاركون الأجانب الزكاة من أثرياء بلدانهم ويحولونها إلى داعش.
٣- استخدام المنصات الإلكترونية: يستخدم داعش أساليب جديدة مثل بيتكوين وباي بال وعملات رقمية أخرى لجمع التبرعات المالية.
4- الأنظمة المالية غير الرسمية: يحول التنظيم الأموال أيضًا عبر أنظمة مثل الحوالة. على سبيل المثال، في مخيم الهول السوري، يُرسل ما يصل إلى ٢٠ ألف دولار أمريكي إلى أنصار داعش عبر تركيا شهريًا.
فيما يلي أمثلة على الدعم المالي من المشاركين الأجانب:
١- محمد عزام جهايبة – ١٨٥ ألف دولار أمريكي:
ساهم هذا المواطن من ولاية فرجينيا بما لا يقل عن ١٨٥ ألف دولار أمريكي لداعش، بما في ذلك دعم العمليات العسكرية وإطلاق سراح نساء من مخيم الهول، وحُكم عليه بالسجن ٣٠ عامًا و٤ أشهر بعد اعتقاله.
٢- محمد الشناوي – ٨٧٠٠ دولار أمريكي:
حوّل هذا الأمريكي هذا المبلغ إلى داعش عن طريق بيع طابعة احتيالية على موقع إيباي واستلام الأموال من باي بال.
٣- منصور منوشهري – ٧٠ ألف دولار أمريكي (سبعون ألف دولار):
ألقي القبض على منصور منوشهري، وهو مواطن طاجيكي يبلغ من العمر ٣٣ عامًا، من قبل السلطات الفيدرالية في حي بروكلين بنيويورك في ٢٦ فبراير ٢٠٢٥. أرسل منوشهري في الفترة من ديسمبر ٢٠٢١ إلى أبريل ٢٠٢٣، ما يقارب ٧٠ ألف دولار أمريكي إلى تنظيمات تابعة لداعش في تركيا وسوريا.
٤- مساهمة شهرية قدرها ٢٠ ألف دولار أمريكي (عشرون ألف دولار أمريكي) لمخيم الهول:
أفادت وزارة الدفاع الأمريكية أن داعش يحول ما يصل إلى ٢٠ ألف دولار أمريكي شهريًا عبر نظام الحوالة، والتحويلات النقدية، والعملات الرقمية من تركيا إلى مخيم الهول. تُستخدم هذه الأموال لدعم الأعضاء وعائلاتهم.
ثمرات التمويل لداعش:
عادةً ما يكون للدعم المالي الأجنبي الثمرات التالية لداعش:
١- الاستقرار المالي؛
٢- توسع التشدد؛
٣- قوة الدعاية؛
٤- توسيع الشبكات؛
٥- تعزيز فرع خراسان لداعش؛
٦- الأنشطة السرية؛
٧- شراء المعدات العسكرية؛
٨- دفع رواتب المقاتلين؛
٩- إدارة المناطق المُستَولَى عليها؛
١٠- زيادة الخسائر البشرية؛
١١- خلق تحديات أمنية للحكومات.