مزايا النظام الإسلامي! الجزء الثالث

أحمد راشد الزرقاء

ضمن سلسلة مزايا النظام الإسلامي، نذكر فيما يلي بعض الفوائد والخصائص المهمة الأخرى:

٢- منزه عن التناقض والنقص والاختلاف

بما أن النظام الإسلامي نظام إلهي، فلا شك أنه منزه عن كل نقص وتناقض واختلاف، لأن واضع النظام الإسلامي ومنشئه هو ذات كاملة ومطلقة، وتأثير الكمال يقتضي أن يكون نظامه كاملاً أيضاً، لا ناقصاً كغيره من الأنظمة التي هي من نتاج العقل البشري الناقص.

قال الله جل جلاله في القرآن الكريم:

“وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا” (النساء: ٨٢)

الأنظمة التي هی من صنع البشر، مثل الديمقراطية أو الاشتراكية، تقوم على العقل الإنساني المحدود، ولذا فهي عرضة للتناقض والاختلاف دوما.

أما الشريعة الإسلامية، فهي من عند الله جل جلاله، ولذا فهي كاملة وخالية من التناقض.

٣- النظام الإسلامي نظام الاحترام والطاعة والثقة

عندما يوقن المسلم بأن هذا النظام من عند الله جل جلاله، يتولد لديه اعتقاد بأن طاعته عبادة، ومخالفته تؤدي إلى سخط الله جل جلاله.

وقد وردت في الإسلام نصوص كثيرة تؤكد وجوب طاعة أولي الأمر، وتُصرّح بأن معصيتهم محرّمة.

قال الله تعالى في القرآن الكريم:

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ”

وقال العلامة الدكتور عبد الكريم حامدي في شرحه لهذه الآية في كتابه مقاصد القرآن من تشريع الأحكام:

“فيها إشارة إلى طاعة أولي الأمر، وهم الحكام من المسلمين، وكذلك جميع الآيات التي تأمر باتباع الرسول وطاعته، بصفته حاكماً للمسلمين.”

وقال رسول الله ﷺ في الحديث الشريف:

“اسمعوا وأطيعوا، وإن تأمّر عليكم عبد حبشي.” رواه البخاري

٤- النظام الإسلامي وسيلة للنجاة من العبودية والاستعباد

النظام الإسلامي أرقى من سائر الأنظمة البشرية، وهو طريق للنجاة، لأنه يستند إلى توجيهات إلهية، ويقدم للإنسان أفضل نظام على الإطلاق.

كما قال الله جل جلاله:

“أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ” (المائدة: ٥٠)

الأنظمة الوضعية، كالشيوعية والديمقراطية وغيرها، تعطي الإنسان مكانة عليا في التشريع والتنفيذ، وتجعله محور كل شيء.

أما الإسلام، فيرى أن التشريع حق خالص لله تعالى، ويعتمد على الوحي الإلهي بدلاً من التجارب البشرية.

والنظام الإسلامي يستطيع أن يحرر الإنسان من جميع أنواع العبودية، تحت ظل الحكم الإلهي.

الخلاصة:

إن النظام الإسلامي هو البديل الحقيقي عن الأنظمة الجاهلية، إذ يقدّم للإنسان طريقاً كاملاً، عادلاً، والثقة، ويحقق له النجاة في الدنيا والآخرة.

أما القوانين البشرية، فهي مليئة بالفساد، والتمييز، والظلم.

Exit mobile version