إنّ البغي والطغيان الذي يمارسه تنظيم داعش لن يجلب لها إلا الدمار والفشل، وعلى داعش وعناصر داعش أن يتقبلوا أن مصيرهم ليس سوى الفشل، ولا أمل لهم في البقاء على هذا النهج.
إن الظاهرة السوداء الشريرة داخل داعش لم تترك مكاناً لبقائه، فقد دمرت كلّ جسر كان ينبغي أن يبقيه للعودة سالما، لكنه أغلقت طرق العودة تماما.
إن أي نظام أو حركة لا تكون لها معتقدات ثابتة، ولا تتمتع بدعم شعبي وديني فنصيبها الفشل القاطع حتما، وفيما يلي تلك العوامل التي يجب على داعش قبولها أنها كانت من ضمن أسباب هزيمتها.
1- عدم امتلاك حاضنة شعبية.
إن أي جماعة سياسية أو حركة شعبية لا يؤيدها شعب من الشعوب، فإن تلك الجماعة أو الحركة لن تؤدي إلى نتيجة جيدة، وفي أي بلد يكون فيه شعبه مع النظام الحاكم في تلك الأرض ويدعمونه بدمائهم وأموالهم، لن تتمكن حركة وتنظيم جديد أبدًا من فتح مكان له بين الناس.
إن داعش مهما ضخّمت تضحياتها، وعظمت نشاطاتها، وحاولت أن تبدي من نفسها جماعة عظيمة وكبيرة وناشطة، فلن تنجح في أعمالها وأهدافها ما لم تكسب قلوب الشعب.
إن نظام الحكم، وهو نظام إمارة أفغانستان الإسلامية، تم اختياره فعلياً من قبل الشعب نفسه، وقد دعمه هؤلاء الشعب بأرواحهم وأموالهم وضحوا من أجله بأفلاذ أكبادهم، وأوصلوه إلى السلطة والسيادة.
وعلى داعش ومن يشارك في هذه الحركة أن يعلموا أن أفغانستان لن تكون ملجأ لهم وأن أهل هذه الأرض لن يسمحوا لهم أبداً بدخول هذه المنطقة.
لقد حارب شعب أفغانستان داعش بكل الفرص المتاحة لهم، ونجحوا في تدمير هذه الحركة والقضاء عليها، بحيث فقدت داعش الآن مناطق كانت تعيش فيها وتوسع منها قوتها في هذه الأراضي، وأصبحت تسير بكل سرعة نحو الانهيار الأبدي، وأسباب فشل هذه الجماعة في أرض أفغانستان الطاهرة واضحة ، فإن تفكير الظلم والاستبداد لا مكان له في هذه المنطقة وهذا التراب، ولن يكون له مكان أبدا بإذن الله تعالى.
2- النظرة التمييزية للمواطنين؛
لقد فقدت حركة داعش مكانتها بين الشعب بسبب الرؤية التمييزية التي تمتلكها في تفكيرها، مما أدى إلى تسريع عملية فشلها وانهيارها.
إن رؤية تصنيف الناس تلعب دورًا بارزًا في فكرة ونظرية هذا التنظيم، وقد تغلغل هذا التفكير بطريقة أو بأخرى في جذورهم الفكرية؛ الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من تفكيرهم.
وهذا النوع من الرؤية السيئة الجائرة إلى الشعب يسرع عملية انهيار وفشل كل حركة تحملها، وأن داعش بحيازتها هذه الفكرة والعقيدة، كشفت عن العمق الكارثي لفكرها، ومن ناحية أخرى، وسعت المساحة والفصل بين الحكام والشعوب، ولا شك أن هذه الطريقة للحياة تجعل الشعب يكرهون مثل هذه الحركات الهدامة والأفكار السخيفة ويعلنون كراهيتهم عنها وانشقاقهم من صفوفها.