لمحة عن حياة وإنجازات الشهيد اليافع طالب العلم سميع الله “أمر الله” تقبله الله

الشهيد اليافع سميع الله “أمر الله” تقبله الله، أحد أبناء الصف الطاهر وأتباع الدرب النقي، هو نجل المرحوم الحاج قاسم جان، وُلد عام 1377 هـ ش في أسرة مجاهدة، متدينة وعريقة في قرية توريخيل بمديرية بركي برك بولاية لوگر.

بدأ تحصيله العلمي الديني على يد شقيقه المرحوم المولوي عبد المتين “رشيدخيل”، ثم التحق بمدرسة “څلوزیو”، غير أن أمر الله، تقبله الله، ودّع الدنيا في خضم دراسته، والتحق بالمرتبة التي طالما اشتاق إليها.

كان الشهيد سميع الله، تقبله الله، أحد المجاهدين المخلصين، المضحين والثابتين في “قافلة الإلهي”، تحت قيادة الشهيد المولوي حبيب الرحمن “فتح الله”، وتحت راية قيادة الإمارة الإسلامية. منذ صغره كان يحمل محبة المجاهدين في قلبه، وشارك في الجهاد المبارك من خلال تنظيف الأسلحة، ترتيب الذخائر، تهيئة أماكن الإقامة ليلاً، وغيرها من الخدمات الجهادية.

ومع بلوغه، انضم بشوق وإخلاص إلى ساحات القتال الفعلية، حيث قاتل كتفاً بكتف إلى جانب إخوانه المجاهدين بثبات وبسالة.

حين حان وقت الاستعداد والتجهيز لمواجهة العدو، انطلق عبر طرق وعرة وظروف صعبة إلى منطقة تيرا، حيث أدى فريضة الإعداد في معسكر أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، وأكمل الدورة التي استمرت أربعين يوماً بنجاح.

وبعد الانتهاء من الإعداد، انطلق في مهمة أخرى أكثر تعقيدًا، حيث كان خوارج مستغلون لاسم الإسلام – المدعومون من الغرب – يعيثون فساداً في ولاية ننجرهار، يسيطرون على القرى والوديان، يفجرون الشيوخ والزعماء القبليين، ويعتدون على أعراض النساء المؤمنات الشريفات، ويجبرون الناس على الهجرة من بيوتهم، فغرق الإقليم في ظلام الموت، وسفكت الدماء الزكية على كل حجر ونبتة من جبال ننجرهار.

لم يحتمل سميع الله، تقبله الله، هذه الأوضاع، فالتحق بصفوف المجاهدين في ولاية ننجرهار لمواجهة هؤلاء الخوارج. شارك هناك في معارك بطولية مدة شهر ونصف، وحرر العديد من المناطق من قبضتهم.

وعندما عادت تشكيلته من ننجرهار، وقعوا في كمين لعناصر من تنظيم “الداعشي” في منطقة أزره، حيث حاصروهم، واندلع اشتباك أدى إلى هروب ما يُعرف بـ”العماري” إلى ننجرهار، وسقط عدد من المجاهدين بين شهيد وأسير، لكن سميع الله نجا سالماً من تلك المواجهة الدامية.

بعد هذه الحادثة، عاد الشهيد إلى منطقته الأصلية وواصل جهاده في ساحات ولاية لوگر، حتى نال الشهادة في 17 من شهر ميزان عام 1394 هـ ش، أثناء حراسته لأحد مواقع المجاهدين، في هجوم مفاجئ شنّه عملاء داخليون، فنُقل جثمانه الطاهر إلى مقر المديرية. نحسبه كذلك والله حسيبه.

وبعد استشهاد محمد جاويد سرحدي، كان سميع الله، تقبله الله، ثاني شهيد من هذه العائلة المجاهدة، حيث أهرق دمه الطاهر في سبيل رفعة كلمة التوحيد وإقامة النظام الإسلامي. تقبله الله.

كان الشهيد سميع الله “أمر الله” مجاهداً خلوقاً حسن السيرة، له العديد من المواقف المشرفة، ومن أبرزها: عندما نفّذت قوات الاحتلال وعملاؤها مداهمة وحشية على قرية توريخيل في الليل، وأحاطوا بها، وكان الجو تحت سيطرة الطائرات. مع بزوغ الفجر، حمل سميع الله سلاحه وتوجه نحو العدو. العدو عادةً ما كان يختار مواقع عالية محصّنة داخل بيوت المدنيين لاتخاذهم دروعاً بشرية، لكن الشهيد اقترب بحذر، ونفذ هجوماً تكتيكياً مفاجئاً، قتل خلاله أحد الغزاة وأصاب عنصراً من القوات الخاصة العميلة.

ظن العدو أن مجموعة كبيرة من المجاهدين هاجمتهم، فأطلقوا النيران من كافة الاتجاهات، بينما عاد الشهيد سميع الله من تلك العملية وقد نال لقب “غازي”.

كان هذا الشهيد اليافع محباً للشعر والأدب، وكتب قصيدة في رثاء الشهيد سرحدي وأصدقائه، وتغنّى بها بصوته العذب، ولكن حياته كانت كغروب شمسٍ أصفر اللون، سريع الغياب، فالتحق سريعاً بركب الشهداء المضيء.

نحسبه كذلك والله حسيبه.

Exit mobile version