تستخدم داعش بشكل مؤثر الغلمان الأحداث المراهقين لتنفيذ أهدافها وتستخدم طرقا وأساليب مختلفة في هذا المجال؛ وفيما يلي بعض أهم الطرق التي تستخدمها داعش لتجنيد العناصر والتلاعب بهم:
۱.دعايات متطرفة؛
تستخدم داعش وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت لنشر الدعايات المتطرّفة؛ ويستخدمون مقاطع الفيديو والرسائل الصوتية والكتابات لجذب الناس إلى الخلافة الباطلة بمساعدة أفكارهم المتطرفة؛ فيتحدثون عن الوحشة والإرهاب والجهاد بأحاديث فارغة ليجذبوا بها المغفلين.
2. الصورة المزيفة للخلافة الإسلامية؛
يحاول تنظيم داعش إظهار المناطق الخاضعة لسيطرته في دعايته كما لو أن كل شيء يسير فيها وفق المعايير الإسلامية وأن الناس يعيشون في سلام.
إنهم يبثّون مقاطع فيديو من المدارس والمستشفيات والأسواق لإظهار أنهم أقاموا خلافة إسلامية عادلة بالكامل.
على سبيل المثال اعتاد تنظيم داعش على نشر مقاطع فيديو بعنوان “الحياة اليومية للخلافة” يظهر فيها الناس وهم يعيشون ويعملون ويعبدون في بيئة آمنة متسالمة.
ولا شك أنهم يفعلون ذلك من أجل هجرة المسلمين الأجانب إلى خلافتهم الزائفة، ولكن في الواقع في هذه المناطق كل شيء يسير في الاتجاه المعاكس؛ وقد تصل القسوة والقلاقل والمظالم إلى ذروتها، وأغلب هذه المشاهد مزيفة ومصممة بالفوتوشوب.
3. التربية الفكرية
تعتمد إيديولوجية داعش أو تربيتها الفكرية على التطرف الديني؛ إنهم يحاولون تشويه القضايا الدينية وتقديم أفكارهم بطريقة تبدو وكأنهم يحاولون إنشاء خلافة إسلامية حقيقية، ويقدمون تفاسير خاطئة لآيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من أجل إقناع الناس بالمشاركة في الخلافة الباطلة.
4. الضغط الاجتماعي؛
يقوم تنظيم داعش بجذب الناس إلی صفوفها بالقوة أو الضغوط في بعض المناطق؛ يهدد عائلاتهم بطرق مختلفة ويعاملهم بقسوة.
هكذا تستخدم داعش التخويف والذعر في المجتمعات لجذب الناس إلی صفوفها، ليتمكن الناس بالانضمام إلى صفوفهم من الظلم والجور.
5. إساءة استخدام العواطف؛
يحاول تنظيم داعش استغلال يأس الشباب وحالاتهم النفسية وإعطائهم وعوداً كاذبة في الحرب باسم القضاء على الظلم والجور، كما يعد الشباب في دعاياته بحياة الجنة باسم الشهادة.
إنهم يقدمون الصورة الزائفة للشباب بأنهم إذا انضموا إليهم وشاركوا في الحرب ونفذوا عمليات انتحارية، فسوف يذهبون مباشرة إلى الجنة “كشهيد” وستحصل عائلاتهم على أجر لا يحصى من الله عز وجل.
6. الدوافع المالية؛
إن تبرعات داعش ووعودها المالية تشجع أولئك الذين يعانون من مشکلات اقتصادية أو عاطلين عن العمل، بحيث تعد داعش هذه المجموعة من الناس بحياة جيدة ودعم عائلي وفرص لعيش حياة تبدو جميلة.
7. استخدام الأطفال في الدعايات؛
يستخدم تنظيم داعش الأطفال في دعاياته، ويمنحهم دورًا خاصًا باسم “أشبال الخلافة”. ويظهرون الأطفال في معسكرات تعليمية وعسكرية ويعلمونهم الأسلحة والمعتقدات لنقل الحرب الفكرية (الإيديولوجية) إلى أطفال العصر الحاضر وكذلك الأجيال القادمة.
إذا درسنا داعش وتفكيرها حقاً، فسنتوصل بالتأكيد إلى نتيجة خلاصتها أن داعش لا ترغب في تطبيق التعاليم الإسلامية؛ بل هدفها تشويه صورة الإسلام وخلق المؤامرات الكفرية، وهذا هو السبب وراء تقديمهم دائمًا وفي كل مكان تفسيرًا خاطئًا عن الشريعة الإسلامية، خاصة فيما يتعلق بالجهاد والخلافة وحدود الشريعة.
إنهم يقتلون الأبرياء باسم الجهاد ويبررون جرائمهم من وجهة نظر دينية، في حين أن الإسلام دين السلام والتسامح والعدالة.
كما تدعي داعش أن طريقتها واستراتيجيتها وهدفها في العصر الحالي هو إقامة الخلافة الإسلامية الشرعية الوحيدة؛ وعلى هذا فإن من لم يبايعهم أو يخالفهم يعتبر كافراً ومحكوماً عليه بالإعدام، ولا شك أن هذه النظرية في التكفير تتعارض تماماً مع أصول الإسلام.
يجب أن يعلم المسلمون أن داعش والجماعات المماثلة لها لا يمثلون الإسلام الحقيقي ولم يأتوا لإقامة الخلافة، وعلى المسلمين أن يحموا أنفسهم من مثل هذه الأفكار المشوهة، وأن يتسلحوا بالعلم والمعرفة والأحكام الدينية حتى لا يقعوا فريسة لدعاية الخوارج الكاذبة.
إن الوعي والتعليم هما أفضل الأسلحة ضد هذه الأفكار المتطرفة، وعلى المسلمين أن يتلقوا علومهم من علماء الإسلام ومصادرهم الموثوقة، وأن يقفوا ضد أي نوع من الأفكار والحركات المتطرفة.