طاعون باسم داعش! الجزء العشرون

أبو هاجر الکردي

لا حدود لجرائم داعش والخوارج، ومن الممكن رؤية آثار جرائمها وعلاماته في كل جزء من أجزاء العالم، وإن ظلمهم واستبدادهم قد أظل على مصير البشر الأبرياء.

بعد ما قامت داعش بقتل ملايين الأبرياء في سوريا، مدت يدها القذرة إلى العراق، واستمرت في جبرها واستبدادها في بلاد الرافدين.

قد أصبحت الخوارج بقيادة البغدادي، الذين كانوا يعرفون حينها باسم “الدولة الإسلامية في العراق”، في حالة ضعف بعد سلسلة من الحروب الطويلة مع القوات الأمريكية والعراقية قبل عام 2014،وخاصة في محافظة الأنبار.

لكن مع بداية الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، أتيحت الفرصة لهذا التنظيم لإعادة نفسه والتمدد، ولم يكن وراء تقدم داعش أي شعبية جماهيرية، بل كان تمددها قائمًا على القوة والقهر والخوف. فكانوا يجبرون الناس على الانضمام إليهم تحت تهديد السلاح.

الاستيلاء على الموصل وتبديلها إلى مركز للقتل والغدر:

شنت داعش في 10 يونيو 2014 هجومًا واسعًا ومنظمًا استولت من خلاله على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، والتي تضم أكثر من مليوني نسمة وكانت عاصمة محافظة نينوى. كان الهجوم منسقا وبدأ من أطراف المدينة وانتشر بسرعة نحو مركزها، وكانت أعداد مقاتلي داعش تقدر بـما بين 800 إلى 1000 مقاتل.

على الرغم من أن الجيش العراقي كان يمتلك أسلحة حديثة ومعدات متطورة، إلا أن الجنود كانوا يفتقرون إلى الروح القتالية، حيث فر معظمهم من المدينة دون قتال، نتيجة لهذا الانسحاب السريع للقوات الحكومية، استولت داعش على معدات حربية متطورة بما في ذلك الدبابات والمدرعات والأسلحة الثقيلة.

أهمية سقوط الموصل:

1-الجانب العسكري:

استولت داعش على الموصل، وغنمت أسلحة ثقيلة وموارد مالية ضخمة، ولا سيما أصبحت لديهم قوة مالية ضخمة بعد نهب البنك المركزي في المدينة، ساعدتهم في توسيع مناطق سيطرتهم.

2- الجانب السياسي:

كشف سقوط الموصل عن ضعف شديد في حكومة نوري المالكي، مما أدى إلى زيادة الضغوط الداخلية والدولية للمطالبة بتغيير في الحكومة.

3- الجانب الدعائي:

أعلن داعش في 29 يونيو 2014 عن الخلافة الإسلامية في جامع النوري في الموصل، وظهر أبو بكر البغدادي للمرة الأولى أمام الجمهور في هذا المكان.

4-الجانب الأمني والإنساني:

أدى الاستيلاء على المدينة، إلى نشوء مأساة إنسانية كبيرة. فقد تم قتل الأقليات الدينية مثل الإيزيديين والمسيحيين والشيعة، أو أجبروا على الهروب أو الطرد القسري من المدينة.

بعد سقوط الموصل:

بدأت داعش مباشرة بعد الاستيلاء على الموصل في توسيع سيطرته على باقي المحافظات العراقية مثل نينوى، وصلاح الدين، وديالى، والأنبار، ومن أهم المدن التي وقعت تحت سيطرة داعش في وقت قصير كانت تكريت، والفلوجة، والرمادي، وبذلك صارت داعش تسيطر على ثلث أراضي العراق في ذروة سيطرته.

نهاية الحرب على الموصل:

استطاع الجيش العراقي بدعم من التحالف الدولي وبقيادة الولايات المتحدة في يوليو 2017، وبعد حرب دموية طويلة دامت 9 أشهر، أن تستعيد مدينة الموصل من سيطرة داعش. كانت هذه الحرب سببًا في تدمير هائل وخسائر بشرية فادحة.

ملاحظة:

سيتم تناول الجوانب غير المشهورة والحقائق السرية لحرب الموصل، إن شاء الله، في أجزاء لاحقة من هذه السلسلة.

Exit mobile version