ربما لا يمکن إدراج الخيانات التي تعرضت لها الأمة الإسلامیة في العصور الماضیة في القاموس أکثر مثل ما حدث الآن في القرن العشرين، وهو في الحقيقة أمثلة للمؤرخین ونموذج لکل من یبحث عن الأحداث المهمة عبر التاریخ.
لقد مضى أكثر من مائة عام ولم تشهد الأمة ذات المليار يومًا سعيدًا بعد فقدان الخلافة الإسلامية والحكومة القرآنية من وجه الأرض، وكلما أرادت التخلص من كل مشاكلها، غرز البعض خناجرها في ظهرها.
منذ ما يقرب من عقد من الزمن، عندما ارتفع مجد المجاهدين من جديد في أقطار الديار الإسلامية ودوت دعوة الفتح والنصر في سوريا والعراق، ورفعت راية الإسلام على أكتاف المجاهدين بضعة كيلومترات من الحدود مع إسرائيل، فجأة ظهر مشروع المخابرات الغربية المسمی”داعش” كالطاعون بين الحركات الإسلامية وخرج فجأة إلى الميدان لإضعاف قوة المجاهدين.
الوجه الذي أظهره داعش بعد عام 2014 كان مختلفاً عما قبله؛ لأنه قبل أن يعلن أبو بكر البغدادي خلافته المزعومة، أخفوا كراهيتهم للسنة، وأتباع داعش كانوا في الواقع أمثلة على “ذئاب في ثياب حملان”.
قبل أن یرفعوا شعارا یدل بإعلان حکومتهم، كانوا یشارکون في جبهات عديدة مع المجاهدين، الذين غالبًا ما استغلوا جهل المجاهدين بشرور هذه الطائفة الضالة وأرسلوا العشرات من خيرة الشباب إلى حتفهم بالغدر و خیانتهم……