سياسية طالبان الناجحة سببت لباكستان الصداع.

#image_title

بقلم: نويد أحمد

سببت السياسة الخارجية المتوازنة الناجحة لإمارة أفغانستان الإسلامية المنزهة عن التمويه والمخادعة وسياسة ذات الوجهين الصداع لباكستان المجاورة ما دفعتها إلى العَض على نفسها لألم ووجع يحترقها وطورا على الآخرين. وشخصت الإمارة الإسلامية على طاولة المفاوضات والحوار لها كل أغراضها السياسية ومطامعها الخيالية التي تكمن في مواقفها وتصرفاتها الهمجية تجاه أفغانستان بدلائل مقنعة وشواهد موثوقة فمن يومها فقدت مكانتها وخفضت عينيها كما صارت مصداقيتها ومكانتها آخذة في التدهور.

 

الآن عند ذكر كلمة باكستان على المستوى الدولي يتصور للناس مشاهد الرعب والخوف والوحشية والاغتيال والانفجارات والعديد من المضايقات الأخرى. والآن يدرك كل أجنبي أن باكستان تحولت إلى وكر للفتنة ومولد رئيسي لإنتاج المتاعب والمشاكل وهناك ملاذات آمنة للتنظيم الإجرامي وخلايا غير نائمة تابعة له ومراكز تدريبية له في الأراضي الباكستانية كما يدرك الجميع تقاعس إسلام آباد عن اتخاذ إجراء حاسم ضد “المتشددين” وفي الحرب على الإرهاب.

وعلى الرغم من أن باكستان حصلت في السنوات الـ15 الأخيرة على أكثر من 33 مليار دولار من المساعدات باسم الحرب على الإرهاب بالإضافة إلى ذلك امتيازات كبيرة من المجتمع الدولي بسياسية ذات الوجهين والمكر والخداع.

كما وبخ دونالد ترامب الرئيس الأميركي الأسبق باكستان في تغريدته الأولى على موقع تويتر لعام 2018 إن “الولايات المتحدة وبحماقة أعطت باكستان أكثر من 33 مليار دولار من المساعدات في السنوات الـ15 الأخيرة، في حين لم يعطونا سوى أكاذيب وخداع معتقدين.. إن قادتنا أغبياء.

 

إن أكبر مشكلة تواجها باكستان هي انعدام الثقة الدولية بالإضافة إلى ضغوط دولية متزايدة، وقد تؤدي إلى عزلتها إذا لم تغير مواقفها ولم تتخلى عن انتهاج سياسة ذات الوجهين والتمويه.. وتوجه باكستان أصابع الاتهام في وضعها السيء الحالي من الضغوط الدولية والعزلة إلى الحكومة الأفغانية الحالية فلذلك فإنها تبذل قصارى جهدها ولا يأل منها شيئا ضد أفغانستان، من المقاومة المسلحة من تسليح منافحي الحكومة الأفغانية والتخطيط للهجمات والعمليات، وتوفير الملاذ والإمكانيات لعناصر تنظيم داعش الإجرامي.

 

 

أكيد هي لم تدفعها أحد لتقع في حفرة حفرتها بل هي بنفسها زلت قدمها ووقعت فيها.

كما تحاول باكستان أن تجبر الشعب الأفغاني والحكومة الأفغانية بهذه التصرفات الهمجية على اتخاذ إجراءات مضاهية ضد باكستان للتذرع بها لإلقاء اللوم على الحكومة الأفغانية وتحميلها مسؤولية سياساتها ذات الوجهين الخاطئة لكن الحكومة الأفغانية والشعب الأفغاني تخطو الخطوات نحو الازدهار في إطار المصالح الوطنية بحكمة ووعي كامل.

القيادة الأفغانية لن تتنازل إنجازات حققتها بشق الأنفس ومشقة عظيمة وبعرق الجبين لسياسات باكستانية مموهة.. لقد قدمت الحكومة الأفغانية العديد من الاقتراحات المنطقية لباكستان لإجراء المفاوضات وحل المشكلات. إن مقترحات الحكومة الأفغانية منطقية لدرجة أن الجانب الباكستاني لا يستطيع رفضها علنا وتأييدها بفارغ القلب.

ابو صارم
Exit mobile version