التعلیق الحالي
مهما خطط داعش لتنفيذ الهجوم أيا كان البلد فسرعان ما يقوم به الولايات المتحدة هو توجيه التحذيرات إلى ذلك البلد وحث مواطينها بالمغادرة فورا وتجنب زيارة التجمعات الكبيرة من غير أن تشارك طبيعة التهديد والمعلومات الموثوقة التي بحوزتها بحيث تمكن الأمن القومي للبلد من إحباط الهجوم المحتمل.
بعد وقوع هجوم موسكو مباشرة ادعت الولايات المتحدة أن مجموعة من تنظيم داعش الإجرامي في أفغانستان كانت تخطط لتنفيذ مثل هذا الهجوم.
والأسئلة التي تطرح نفسها للرد هي أن الولايات المتحدة إذا كانت بحوزتها معلومات عن طبيعة الهجوم منذ فترة طويلة فلماذا لم تشاركها مع روسيا أو أفغانستان ؟
ما هو السر في أن الولايات المتحدة الأمريكية تكون بحوزتها معلومات مسبقة بهجمات تنفذها داعش ؟
تعتقد العديد من أجهزة المخابرات العالمية أنه عندما التحمت الجماعات الجهادية في أفغانستان والعراق ودول أخرى مع الولايات المتحدة وأبدت مقاومة شرسة تجاهها بحيث عجزت عن الاستمرار في خوض المعارك والحروب ضد الأحزاب الجهادية وظهرت مجموعات وفصائل جهادية جديدة في المناطق التي تشهد الثورات والانتفاضات، حينئذ اضطر الأمريكان إلى استخدام تكتيك ضرب بعضها ببعض ودفع بعضها ببعض وضرب بعضها بخطاب بدأ مشروعا وفي نهاية المطاف تحول إلى غير مشروع، فحدث مما كان منه يتخوف ويتحذر القادة الجهادية فإذا جيل البغدادي يسرق ثمرة تضحيات الرعيل الأول ودمائهم ويدسون آمال الجهاد المقدس المطول في التراب ويدفنون في التراب الأمنيات التي لطالما حلم بها الشهداء.
لقد قامت هذه الجماعة بإفشال الثورة السورية وإضعاف الفصائل الجهادية المقاومة ولا يخفى على أحد ما فعلت بمجاهدي الحركات الجهادية في أفريقيا من تنكيل وتعذيب وتمثيل وتسلق على دماء المجاهدين الأبرار وحاولت مجابهة الإمارة الإسلامية التي تقاوم المحتل الأميركي بكل اجتدار واقتدار منذ عقود في أفغانستان مقبرة الغزاة.
وبما أن تنظيم داعش لم ينجح في أفغانستان وفق رغبات أمريكا ولم تتمكن أمريكا من سرقة تضحيات مجاهدي الإمارة الإسلامية عبر وكلائهم جيل البغدادي بفضل الله أولا ثم ببركة القيادة الرشيدة فولت دبرها وبمجرد مغادرتها الأراضي الأفغانية انهارت إدارة كابول المرتزقة.
والآن تحاول تضعيف الإمارة الإسلامية على مستوى دولي وتقليل الثقة بينها وبين الدول التي لها علاقات جيدة مع الإمارة الإسلامية.
ولأجل هذا لم تبقى أمامها خيار سوى بث الدعايات ضد الإمارة الإسلامية في التواصل الاجتماعي
- وبدأت روسيا تدرك أيضا أنه تم تكبيد فرع داعش خراسان في أفغانستان هزيمة قاسي، وملاحقات أمنية متتالية وإجراءات أمنية شديدة التي تتخذها الإمارة الإسلامية أجبرت داعش على نقل مراكزهم من أفغانستان إلى دول مجاورة وأنها تعي أن المركز الجديد لتمويل وإنتاج داعش هو طاجيكستان وباكستان في آسيا الوسطى.