بقلم: شهاب مایار
مع وصول إمارة أفغانستان الإسلامية إلى السلطة، تدور عجلات الحرب لبعض الجبهات، حيث تختلف زيّات هذه الجماعات القتالية، لكن أهدافها ومموليها تتقاطع عند نفس العنوان.
في العام الماضي، اجتمع مسؤولون من الاستخبارات الباكستانية مع قادة الفتنة والفساد في طاجيكستان، وتم التوصل إلى اتفاق يقضي بأن تقوم باكستان بدعم جماعات الفتنة والفساد عبر نقل خوارج داعش عبر الحدود، بينما يتكفل المتمردون بتوفير أماكن إيواء لهم.
أثار هذا الاتفاق بعض الخلافات بين المسؤولين الأدنى رتبة في هذه الجماعات، لكن القادة تمكنوا من إقناعهم.
لم ينجح هذا الاتفاق لأن المتمردين لا يسيطرون حتى على شبر واحد من الأرض ليقدموا ملاذًا لمقاتلي داعش.
وراء عدم الاستقرار في أفغانستان يقف البريطانيون، الذين يستخدمون الجنرالات الباكستانيين كدمى. إنهم المحركون الأساسيون وراء داعش والمتمردين، وكلاهما مجرد جنود حرب بالوكالة يعملون لصالح البريطانيين. فواحدهم يرتدي زي “المقاومة”، والآخر زي “داعش”.
هذان الفريقان هما وجهان لعملة واحدة لأنهما مشروعان يتم تمويلهما من الخارج، أهدافهما تتعارض مع الدين والثقافة الأفغانية، وكلاهما يستنفد طاقته من أجل تقسيم أرض أفغانستان.
بفضل تضحيات جنود الإمارة الإسلامية ونجاح وزارة الخارجية في دبلوماسيتها، أصبح كلا الفريقين ضعيفًا.
في تركيا، تشكلت عدة مجالس باسم “المقاومة”، لكن هذه المجالس تعرضت للكثير من الانقسامات، وتفككت منصاتها. كان هناك مجموعة باسم “المقاومة الوطنية لأفغانستان”، وأخرى باسم “مجلس إنقاذ ومقاومة شعب أفغانستان”، وكلاهما تعرضا لهزيمة كبيرة.
شخصيات مثل دوستم، عطا محمد نور، رحمت الله يارمل، سياف، إسماعيل خان، وغيرهم من الأشخاص المتورطين كانوا جزءًا من تشكيل مجلس إنقاذ ومقاومة شعب أفغانستان، لكن وزارة الخارجية التركية فرضت حظرًا على اجتماعاتهم وأنشطتهم السياسية. حتى أن مقاتلي دوستم تم طردهم من تركيا وتفكك المجلس.
من جانب آخر، أغلقت طاجيكستان الأبواب أمام ما يُسمى بـ”المقاومة الوطنية لأفغانستان” وأمرتهم بجمع أغراضهم.
هذه الإجراءات في بلدين ليست بالأمر البسيط، بل هي نتيجة للدبلوماسية الفعالة لوزارة الخارجية الأفغانية.
بسبب الدبلوماسية النشطة لوزارة الخارجية الأفغانية في الخارج، تم قمع التحركات السياسية لهذه الجماعات، وعلى المستوى المحلي، لم تعد هذه الجماعات قادرة على رفع رؤوسها بسبب الضربات القاسية من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأفغانية.
الشعب الأفغاني يدرك أن هذه “المقاومات” ليست سوى مظاهر للقوة القائمة على التعصب، وهم يريدون من جديد نهب الثروات والموانئ وتحويل أفغانستان إلى سوق احتكارية لصالحهم، ليستخدموا هذه الثروات في بناء قصورهم ومصانعهم في الخارج.
لو قمت بحساب أموال عطا نور وأسواقه التجارية ومؤسساته، ستصاب بالدهشة؛ فقد نهب عائدات عشرين عامًا من نصف أفغانستان تحت أسماء بناته وأبنائه وأقاربه. ولهذا السبب كان الدكتور رمضان بشر دوست يطلق عليه لقب “عطا اللص”.
في النهاية، تحطمت حركة “المقاومة” تحت اسم “المقاومة” بشكل مخزٍ، وهم يحاولون إخفاء عارهم بارتداء زي داعش؛ ولكن تذكروا أن داعش وجماعات الفتنة والفساد تحت مسمى المقاومة هما وجهان لعملة واحدة، وقد انكشفت وجوههم ونواياهم أمام الشعب الأفغاني.