نعم! داعش في الواقع اسم لشركة تقوم برسالة تشويه الإسلام؛ ولقد قدمت هذه الرسالة بأعمالها القاسية والإجرامية التي لا علاقة لها بتعاليم الإسلام الأساسية.
يسيء تنظيم داعش تفسير المبادئ الإسلامية حسب فكرته الإجرامية، وبالتالي يحاول تبرير جرائمه وفظائعه في إطار الدين.
لا شك أنّ الإسلام دين السلام والعدالة والرحمة، ويقوم على الاحترام والمحبة بين المجتمع والشعوب، إن التعاليم القرآنية والنبوية تدين وتحرم علانية قتل الأبرياء والقسوة والشدة في حقهم.
قد أدان عدد كبير من العلماء والمشايخ بشدة تصرفات داعش، وأكدوا على أن تصرفات داعش تتعارض مع الرسالة الأساسية للإسلام، وقد أبعد مسلمو العالم بأنفسهم بشكل كبير عن تصرفات هذه الجماعة، ووصفوها بأنها أعمال لتشويه صورة الإسلام، إلا أن تنظيم داعش يتجاهل هذه القيم في إستراتيجيته ويستغل دين الإسلام لتحقيق أهدافه السياسية والمتطرفة.
إن قتل الأبرياء وقمعَهم محرم منعاً باتاً في الإسلام، ونشير فيما يلي إلى بعض ما في القرآن الكريم وأحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والذي يفسّر لنا هذه الحقيقة.
1.قتل النفس البريء؛
يقول الله في القرآن الكريم: من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعا. (المائدة: 32)
تدل هذه الآية بوضوح علی أهمية حياة الإنسان، وتعتبر قتل النفس البريئة بمثابة قتل البشر جميعاً.
2. تحريم القسوة والظلم؛
الإسلام ضد ظلم الناس واضطهادهم، يقول الله تعالى: وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. (آل عمران: 57)
فهذه الآية تدلّ على أنّ الله تعالى یعادي أولئك الذين يظلمون ويؤذون غيرهم.
3. حماية الضعفاء في الحروب؛
نهى النبي صلى الله عليه وسلم بشدة عن قتل الأبرياء والنساء والأطفال والشيوخ في الحرب، كما أرشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه جنده بما يلي:
«لا تقتلوا النساء والأطفال والشيوخ، ولا تقطعوا شجرة، ولا تهدموا البيوت».
4. العدل والإنصاف؛
لقد أكد الإسلام على العدل والإنصاف، قال الله تعالى: إعدلوا هو أقرب للتقوى. (سورة المائدة:8)
إن القسوة والظلم مدانان بشدة في الإسلام، ويجب على الجميع مراعاة العدل والإنصاف.
باختصار؛ يدين الإسلام بشدة قتل الأبرياء والقسوة والعنف، والأعمال التي تتسبب في وفاة الأبرياء تتعارض بشكل واضح مع المبادئ والقيم الإسلامية، لذلك لا تعبر جرائم داعش والجماعات الإرهابية المماثلة عن تعاليم الإسلام الحقيقية بأي شكل من الأشكال.
نعم! إن تنظيم داعش يفسر ويطبق الإسلام بشكل كامل في ضوء أهدافه المتطرفة ومصالحها الذاتية والسياسية، التي لا علاقة لها بتعاليم الإسلام الأساسية؛ فهم لا يعرضون أبدا التفاسير الصحيحة لآيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ليمكن لهم مواصلة أعمالهم العنيفة وجرائمهم في إطار الدين.
وفيما يلي بعض النقاط المهمة التي توضح كيفية استخدام جماعة داعش للإسلام حسب أغراضها وتطرفاتها:
1. التفسير غير الصحيح للآيات؛
يسيء قادة داعش تفسير الآيات والأحاديث على نطاق واسع بسبب آرائهم ومصالحهم الشخصية، بحيث يختارون الآيات التي تتحدث عن القتال، ولكنهم يتجاهلون المعنى الكامل لهذه الآيات والظروف.
وفي الواقع فإن آيات القرآن الكريم المتعلقة بالقتال تعبر عن ظروف خاصة واحتياجات دفاعية، لكن داعش يطرح هذه الآيات بطريقة متطرفة وصارمة لإضفاء الشرعية على أيديولوجيته العنيفة.
2. تكفير الخصوم
يسارع داعش إلى تكفير أولئك الذين يختلفون معهم في آرائهم. إن التكفير في الإسلام أمر خطير وحساس يجب القيام به بحذر شديد، لكن داعش يسيء استخدام هذه القضية ونتيجة لذلك، ظهرت أجواء من الكراهية والعداء بين المسلمين وغير المسلمين.
3. أعمال القسوة والقمع باسم الشريعة
داعش يسيء تفسير الشريعة ويستخدمها في جرائمه وفظائعه، في الواقع الشريعة الإسلامية هي للعدل والإنصاف وحماية حقوق الناس، وليس للقتل وتعذيب الأبرياء.
يرتكب داعش عمليات إعدام البشر واسترقاق وجرائم أخرى، لكنه يدعي أنه جزء من الإسلام، في حين أن كل هذه الممارسات تتعارض مع روح الإسلام وقيمه.
4. تفسير خاطئ للجهاد
يسيء تنظيم داعش تفسير مفهوم الجهاد، ويسعى إلى استخدامه في عملياته العنيفة.
الجهاد مشروع في الإسلام للدفاع عن النفس ومحاربة الظلم، والسعي إلى كسر شوكة الكفر، وإظهار دين الله تعالى، لكن داعش يستخدمه كأداة للعنف وقتل الأبرياء وقتال الآخرين. لقد أدان علماء الإسلام بصراحة هذا التفسير الخاطئ للجهاد من قبل داعش.
5. الغطاء الديني للمصالح السياسية
يسعى تنظيم داعش إلى استخدام المصطلحات الدينية وشعارات إقامة الخلافة الإسلامية لتحقيق مصالحه السياسية والذاتية، ويريد توسيع أراضيه وسلطته، ولهذا يستخدم مفاهيم الإسلام المقدسة كأداة سياسية.
النتيجة
داعش في الواقع يستخدمون الإسلام لأغراضهم وأهدافهم السياسية وإيديولوجياتهم المتطرّفة، ويدمرون رسالة الإسلام الحقيقية ويستخدمون دين السلام والعدالة والرحمة للعنف والقمع والكراهية، فالإسلام لا يبرر أفعالهم فحسب بل يدينها بكل صراحة.