داعش وأوهام السلطة!

جنيد زاهد

إن الأحداث الجارية في العالم اليوم، وما يرافقها من عوامل تؤدي إلى انهيار قوة أو نشوء نظام جديد، قد أوجدت لدى كثير من الجماعات أوهامًا معيّنة.
أوهام تجعلهم يشعرون أنهم لاعبون مهمون في المنطقة والعالم، وأن لديهم ما يقولونه، وأن هناك من ينتظر الاستماع إليهم.

تنظيم داعش، ومنذ فترة، ظل يغذّي في فكره وعقيدته وهم كونه سلطة قائمة في المنطقة وأجزاء معيّنة، ويطالب بالاعتراف به ككيان ذي شرعية وأصالة.

لكن كما أن الحركات والتيارات الموهومة سرعان ما تنكشف وتخجل، فقد ظهر للجميع واقع داعش، وانفضح وهمه.

ولو نظرنا إلى تاريخ داعش ونشأته، لوجدنا أنه لم يكن مستقلًا منذ البداية، بل كان يعمل تابعًا لقادة آخرين.
كان زمامه بيد دول وتحالفات أخرى، ورغم أنه كان يُظهر نفسه كقوة مستقلة لتحقيق سلطة مؤقتة، إلا أن الشباب الذين انجذبوا إليه بحماسة دينية طاهرة، أدركوا مع مرور الوقت زيفه، ومع انكشاف وجهه القبيح والظالم، تركوه وأعلنوا براءتهم منه.

إن الشباب ومن ضاقوا ذرعًا بظلم الطغاة، بحسّهم النقي، وقعوا في التاريخ مرارًا في مثل هذه الخدع، لكنهم ما إن أدركوا الحقيقة، وعرفوا الصواب من الخطأ، حتى تخلّوا عن الطريق الفاسد الذي سلكوه، وندموا على أفعالهم السابقة ونشرهم للرعب.

وقد تستمر هذه السلسلة ما دام هناك مكر الماكرين ومثيرو الفتن، غير أنّه لا ينبغي أن ننسى أنّ في ذروة هذه الإحباطات كان دائمًا قادة الجهاد في العالم الإسلامي، وعلماء ومفكرون، موجودين في الميدان، يبيّنون للشباب السالكين الطريق الخاطئ الفرق بين الحق والباطل.

قد يتمكن الباطل لبعض الوقت من إخفاء أكاذيبه تحت غطاء الألفاظ المنمقة، لكن مع مرور الزمن تفرض الحقيقة نفسها، ويزول الزيف.

وقد أخبرنا الله تبارك وتعالى في القرآن العظيم أن الحق آتٍ لا محالة، وأن الباطل زائل، فبوعد الله وبشراه، كان الحق دائمًا منتصرًا وسيظل كذلك.

ربما يمد الباطل ظلّه على بعض المناطق، ويغتصبها لفترة وجيزة، لكن الله لن يجعل هذا الحال دائمًا.

ولن يسمح رجال الدين والمجاهدون الصادقون أبدًا لأعداء الدين، تحت أي لباس، بأن يتخذوا من المسلمين أداة لتحقيق أهدافهم الخفية.

وسوف يُفضح تستّرهم، وتنكشف حقيقتهم للجميع، لأن هذا الدين، وهذه العقيدة الجهادية الإسلامية، ظلّت دائمًا منتصرة في الميدان، وستبقى الهداية بأيدي أهل الحق.

إن الأوهام التي تسيطر اليوم على عقول عناصر داعش، لن تغيّر طريق المجاهدين الصادقين، وسيظل انحرافهم واضحًا وجليًا أمام الجميع.

Exit mobile version