بقلم: عثمان أحمدزي
منذ بزوغ فجر الإسلام، سعى الكفار والمشركون بمختلف الوسائل لوقف انتشار الدين الإسلامي. خلال فترة الدعوة، كان هدفهم الرئيسي هو عرقلة انتشار الدعوة، ولكن مع فرضية الجهاد، بدأوا في التفكير بطرق لمنع المسلمين من الجهاد أو توجيههم في مسارات خاطئة.
بعد مرور أربعة عشر قرنًا ونصف، واجه الكفار والمشركون جماعات جهادية مثل القاعدة والإمارة الإسلامية، والتي كانوا يجدون صعوبة في احتوائها. لكنهم لم يستسلموا، بل أسسوا ودعموا جماعات مناهضة لهذه الحركات الجهادية، كان من بينها جماعة داعش التي تدعي إقامة الدولة الإسلامية ولكنها في الحقيقة جماعة خارجية.
استطاعت داعش في البداية، من خلال شعارات باسم الإسلام والدولة الإسلامية، أن تستولي على بعض المناطق وتعلن فيها نظامها. هذا الأمر جلب الأمل والفرحة للمسلمين حول العالم، لكنهم لم يدركوا أن هذه الجماعة التكفيرية كانت أخطر وسيلة يستخدمها الكفار لتشويه سمعة الإسلام والجهاد.
بعد فترة قصيرة من حكمهم، بدأ سكان المناطق الخاضعة لسيطرة داعش في كشف الحقائق والتحذير من هذه الفتنة، ولم يمر وقت طويل حتى بدأت أيام انهيارهم. الأسباب الرئيسية لانهيارهم تضمنت جذب الشباب العاطفيين غير المتعلمين، خاصة من أوروبا، والابتعاد عن الشعائر الدينية والمنهج الشرعي، والتطرف، واستخدام الدين كوسيلة للحكم، والعديد من العوامل الأخرى التي جعلت حتى عامة الناس يدركون أن هذه الجماعة مجرد فتنة باسم الإسلام.
في أفغانستان، بدأوا نشاطاتهم بهدف قمع المجاهدين وإضعاف الروح الجهادية بين الناس، بهدف تشويه صورة الجهاد في هذه المنطقة المجاهدة. لكنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم، وكان هذا الصدام سببًا في دمارهم. قادتهم اختفت وتحولت جماعتهم إلى مجموعة مجهولة يقودها أشخاص غير معروفين من خلال تطبيق تليغرام. سواء كان الموساد أو السي آي إيه وراءهم، فهم لا يعرفون، لكنهم يعترفون بأن القيادة مجهولة ولا يعرفها أحد.
في ظل غياب القيادة، أصبحت هذه الجماعة في حالة غموض وفقدان للهوية. هذه الجماعة مجهولة الهوية التي تهدف إلى تفكيك الأمة الإسلامية وتشويه سمعة الجهاد وتسهيل الاحتلال الأجنبي، تواجه الزوال والاندثار. حاليًا، ما تبقى منها سوى بعض الشباب العاطفيين غير المتعلمين الذين وقعوا في شباكها، ولكنهم إما يقتلون أو يعودون إلى حياتهم الطبيعية من خلال الإصلاح.
بفضل تضحيات الإمارة الإسلامية، نحن الآن في مأمن من هذه الفتنة الاستخباراتية. الحمد لله.