كتبه: علاء الدين شبير
داعش، التي تدعي أنها تدافع عن الإسلام والخلافة، هي في الواقع جماعة بعيدة عن الدين والأخلاق والإنسانية.
هذه الجماعة تعمل في حقيقتها كهيكل مافياوي، تنفذ جميع أعمالها كشبكة إجرامية. تدّعي أنها “الدولة الإسلامية”، لكنها تحصل على عائداتها من أنشطة غير شرعية، ثم تستخدم هذه العائدات لتمويل عملياتها الإرهابية وتوسيع نفوذها.
مثل المافيا، تستخدم داعش الظلم، الخوف، والإرهاب لترسيخ سيطرتها، وتبرر أعمالها الإجرامية تحت غطاء الشريعة الإسلامية.
تشبه داعش الشبكات المافياوية في اعتمادها على مصادر غير قانونية لجمع الأموال، مثل تهريب النفط، اختطاف البشر، وسرقة الآثار التاريخية. كل هذه الأنشطة غير الشرعية تُستخدم لتمويل حربهم وتوسيع نفوذهم.
أعمال داعش لا تقتصر على جمع الأموال بطريقة إجرامية فقط، بل تشمل أيضًا السيطرة على الناس باستخدام القوة والخوف. تدير مناطقها كعصابات إجرامية، وتتعامل بوحشية مع أي شخص يقف ضد أوامرهم.
بهذه الطريقة، تحولت داعش إلى عصابة إجرامية تعمل فقط لمصالحها الشخصية والمالية، وتستخدم اسم الإسلام بشكل مشين لتحقيق أهدافها الإجرامية.
تحصل داعش على عائداتها من طرق غير مشروعة لتمويل أنشطتها الإرهابية، ثم تستخدم هذه الأموال لتحقيق أهدافها الشريرة. هذه المصادر ليست غير أخلاقية فحسب، بل تتعارض بشكل واضح مع أحكام الشريعة الإسلامية.
غالبًا ما تعتمد داعش على مصادر مالية تتعارض تمامًا مع معايير الشريعة الإسلامية، وتبرر دائمًا عائداتها غير الإسلامية باسم “الجهاد”، لكنها في الحقيقة مجرد أجندة سياسية وشخصية لا علاقة لها بالإسلام.
تستخدم داعش هذه العائدات غير المشروعة لشراء الأسلحة، تدريب الجماعات الإرهابية، ومحاربة المسلمين الأبرياء وغيرهم.
هذه الأعمال ليست محظورة في الإسلام فحسب، بل تمثل انتهاكًا واضحًا لحقوق الإنسان، إذ يحظر الإسلام بشدة قتل الأبرياء والإرهاب.
يضع الإسلام مبادئ واضحة تحظر العائدات غير الشرعية والظلم. كما ورد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية، يجب أن يحصل المسلمون على عائداتهم من مصادر مشروعة ونقية، وأن تكون نية الإنفاق في سبيل رضا الله وخير البشرية.
من خلال أعمالهم غير الإسلامية وغير الأخلاقية، يتضح أن داعش بعيدة تمامًا عن الروح الحقيقية للإسلام.
كجماعة إرهابية، لا تنتهك داعش القيم الإسلامية فحسب، بل تلحق أضرارًا جسيمة بقدسية الإسلام والمسلمين من خلال اعتمادها على العائدات غير الشرعية واستخدامها.
إدانة هذه الجماعة ورفض أعمالها يجب أن يكون واجبًا على كل مسلم وإنسان يؤمن بالحق، العدالة، وكرامة الإنسان. في الإسلام، لا مكان لجماعات كهذه التي تجمع العائدات غير المشروعة بالقوة والظلم، ثم تستخدمها لقتل الأبرياء.