إن الدين الإسلامي الحنيف يولي العدالة، الخير، والتعاطف الإنساني قيمة وأهمية عظيمة. فهذه المبادئ لا تقتصر على توجيه حياة الفرد فقط، بل تعد من الركائز الأساسية للنظام الاجتماعي.
من الواضح أن الإسلام دين الاعتدال، وأن الغلو والتفريط يؤديان إلى الضلال. لذا، عندما يقدم البعض مبادئ الإسلام وقوانين الشريعة بأسلوب يتعارض مع الرسالة الحقيقية للإسلام، فمن واجب المسلم وغير المسلم التحقق من ذلك وفق تعاليم الإسلام وتوصياته.
وفيما يلي أمثلة على انحرافات داعش عن تعاليم الإسلام:
1. التكفير بسبب الكبائر:
وفقًا لعلماء أهل السنة والجماعة، إذا ارتكب المسلم كبيرة، فإنه لا يخرج من ملة الإسلام، بل يُعتبر مذنبًا، ويجب عليه التوبة وطلب المغفرة من الله.
لكن داعش، متأثرة بأفكار الخوارج القدامى، تكفر مرتكبي الكبائر مثل الزنا، السرقة، شرب الخمر، القتل، وأكل الربا، وتعتبر دماءهم وأموالهم حلالًا، وهو انتهاك صريح لمبادئ الإسلام.
2. الرحمة وحسن المعاملة للأسرى:
يأمر الإسلام بمعاملة الأسرى برحمة واحترام. في غزوة بدر، أوصى النبي ﷺ الصحابة بحسن معاملة الأسرى وإطعامهم وسقيهم.
لكن داعش تمارس التعذيب والإعدام الوحشي للأسرى، مثل حرقهم أحياء، وهو أمر حرّمه الإسلام بشكل قاطع.
3. الاعتدال ونبذ التطرف:
يدعو الإسلام في القرآن الكريم إلى الاعتدال، ويحذر من التطرف والغلو، مطالبًا بأخلاق الرحمة واللين.
لكن داعش تتبنى نهجًا متطرفًا يشمل تفجير المساجد، المدارس، الأسواق، وقتل المسلمين الأبرياء، واعتبار معارضيها كفارًا، واستباحة أموالهم، وهو ما يخالف جوهر الإسلام.
4. هدم المعالم الإسلامية والتاريخية:
يحترم الإسلام المعالم التاريخية والأثرية باعتبارها جزءًا من التراث الإسلامي وحياة النبي ﷺ وصحابته.
لكن داعش دمرت العديد من هذه المعالم والقبور التاريخية، مما يعد انتهاكًا واضحًا للتراث الإسلامي.
5. استعباد نساء المسلمين:
منح الإسلام النساء حقوقًا واضحة، ومنع الظلم ضدهن، حتى تجاه نساء الكفار.
لكن داعش استعبدت نساء المسلمين المعارضين لها، وأجبرتهن على الزواج من أفرادها قسرًا، كما حدث في سوريا، العراق، وأفغانستان، وهو عمل يتعارض مع الشريعة الإسلامية والقيم الإنسانية.
الخلاصة:
هذه الأفعال ليست فقط مخالفة للإسلام، بل هي انتهاك صارخ لحقوق الإنسان. الإسلام هو دين السلام والرحمة والعدل، لكن داعش تقدم صورة مشوهة للإسلام من خلال أفعالها المتطرفة.