إن جماعة داعش العميلة سيئة السّمعة والمتعطشة للدماء، والتي تدعي إقامة الخلافة الإسلامية في العالم، تسعى في الواقع إلى تحقيق الأهداف السياسية للمستشرقين من أجل الحصول على ميدالية ذهب من أسيادها.
يشير اسم المستشرقين إلى أولئك العلماء الغربيين الذين درسوا المناهج والمدارس والحركات الإسلامية والسياسية المعاصرة التي تهدد نظامهم وتشكل عائقا أمام أهدافهم الشريرة وتعمقوا فيها، إلا أنهم أرادوا بعد دراسة مستفيضة واكتساب خبرة طويلة، وفي مصادر إسلامية مهمة، إشغال المسلمين بعضهم بعضا بطريقة لا يقدروا الوقوف ضد الأنظمة الكافرة.
لما أدرك الأعداء أن المسلم يستطيع أن يكسر سحر الدنيا بأذانه، ويبطل سحر جميع الأعداء بتكبيره، لم يكن أمامهم إلا إنشاء جماعة داعش ودعمها، لأن هذه الجماعة بجانب أنها تستخدم الوجه الجميل للإسلام، تدمّر في الحقيقة جذور الإسلام.
وفيما يلي سنذكر بعض الأمور التي يحاول تنظيم داعش تحقيقها، وهي في نفس الوقت تعتبر أيضاً من الأهداف المهمة للمستشرقين:
1. إضعاف روح الأخوة بين المسلمين؛
تحاول داعش إخراج روح الأخوة من جسد الرجل المسلم المؤمن، تلك الروح التي ثبتت بقوله تعالى: «إنما المؤمنون إخوة» لكي تتدمّر وحدة المسلمين وانسجامهم ويخطو الأعداء خطوات النجاح بسهولة.
2. الطعن في الحركات الإسلامية وقياداتها؛
يحاول المستشرقون تقويض الثقة بالحركات الإسلامية وقادتها من أجل تدمير المسلمين ليحققوا بذلك أهدافهم.
حاول تنظيم داعش من خلال وصف قادة الحركات الجهادية والعسكرية بالمرتدين إبعاد الجيل الشباب الذي يعتبر طاقة وسر قوة المسلمين، عن الحركات الإسلامية المعتدلة وجعلهم ضحايا لأهداف أعداء الإسلام.
3. التفسير الخاطئ للجهاد الإسلامي وتحريف معناه الحقيقي؛
لقد فسرت الجماعة التكفيرية داعش الجهاد الإسلامي تفسيرا مشوها بطريقة لا يمكن لأحد أن يقبلها في إطار الإسلام؛ إن أعمال القتل بلا رحمة، وتدمير المساجد والمدارس، وقصف المراكز التعليمية، واستشهاد مشاهير العلماء، واستهداف الأماكن العامة، كلها أدلة صريحة على هذا التشويه العام.
4. اتهام المسلمين بالجهل في مختلف الأبعاد؛
حاول الاستشراق إقناع الجيل القادم من المسلمين بأنهم بحاجة إلى الغرب في كلّ مجال، ومن ناحية سعتْ جماعة داعش التكفيرية أن تقدم من المسلمين صورة متخلفة في الشؤون السياسية والاقتصادية والمالية، والخسارة في المنافسة العالمية من خلال بيع الموارد الطبيعية للدول الإسلامية إلى الغرب.
5. تأجيج نار الطائفية والفتنة الداخلية؛
يعتقد الأعداء أن المسلم شرارة سرعان ما تتحول إلى نار، لذا فمن المناسب أن نحشد كلّ طاقتنا الفكرية في طريق إثارة خلافاتهم الداخلية حتى نتمكّن نحن من تحقيق أهدافنا بسهولة.
حاولتْ جماعة داعش الخبيثة دوما إشعال نار الخلافات الداخلية والفتن المختلفة، بتأجيج أصغر شرارة لتحوّلها إلى نيران، ولكن لِما أنّ شعبنا هزموا الغرب، وشوّهوا صورته وسمعته، هزموا جماعة داعش أيضا بنفس الأسلوب.