بقلم: أحمد عمر أسفندوي
على الرغم من احتلال الغرب وأمريكا لأفغانستان لمدة عشرين عامًا، ومحاولاتهم المستمرة لإخضاع إمارة أفغانستان الإسلامية عبر وسائل وأساليب جديدة، لم يتوقفوا عن محاولات استخدام أدوات جديدة للضغط على الإمارة الإسلامية وتحقيق أهدافهم الخبيثة في أفغانستان كما فعلوا في العراق وسوريا.
في بداية الاحتلال، ظن الأمريكيون أن أفغانستان ستخضع بسهولة لسيطرتهم، لكن صمود وتضحيات مجاهدي الإمارة الإسلامية أفشلت جميع مخططات الاستعمار الغربي. لم يستطع المحتلون الاستمتاع بالهدوء حتى في كابول على مدى عشرين عامًا رغم استخدامهم لأحدث الأسلحة والتجهيزات العسكرية والاستفادة من جميع الإمكانيات الاقتصادية والدبلوماسية والاستخباراتية والسياسية.
عندما فشلوا في تقسيم صفوف المجاهدين الموحدة، لجأوا إلى حيلة خطيرة بتشكيل ميليشيات محلية، لكنها لم تأتِ بأي نتيجة.
أخطر وآخر حيلة استخدمها العدو الاستخباراتي كانت تأسيس جماعة داعش خراسان في أفغانستان تحت ستار الإسلام. ظن الغربيون أن ميليشيات هذه الجماعة الوحشية ستتمكن من التفوق على مجاهدي الإمارة الإسلامية وإضعاف مقاومتهم.
لا شك أن هذه الجماعة معادية للإسلام، كما يعلم الجميع، حيث أضعفت داعش المقاومة الإسلامية في العراق بإيعاز من أمريكا. وفي سوريا، أعاقت جبهة النصرة الإسلامية التي كانت على وشك النصر. وفي فلسطين، لم يكتفِ تنظيم داعش بتكفير حركة حماس التي دافعت عن الأراضي المقدسة في القدس ضد الاعتداءات الصهيونية، بل أعلنوا الحرب عليها وارتكبوا العديد من الجرائم هناك.
في أفغانستان، نفذت جماعة داعش خوارج هجمات بتنسيق مباشر مع النظام الاستخباراتي الأمريكي، وتعاونت مع شبكات استخباراتية في باكستان وطاجيكستان ودول أخرى في المنطقة، واستهدفت الأماكن المقدسة والمساجد، وقتلت المدنيين بما فيهم الأطفال والنساء.
كما اعترف عضو البرلمان الأفغاني في الإدارة السابقة ظاهر قدير، بأن مشروع تنظيم داعش في أفغانستان ازدادت قوته بعد تأسيسه بواسطة أمريكا، وزادت حدة العنف ضد الأفغان. وأكد أن الطائرات الأمريكية كانت تقصف مواقع طالبان لحماية أعضاء داعش في عام 2018.
لكن بفضل الله وشجاعة المجاهدين، تم سحق جميع مراكز وشبكات هذا العدو الشيطاني في الداخل، وأحبطت كل مخططات الاستعمار تحت اسم “داعش”.
نتيجة لذلك، فقدت جماعة داعش تأثيرها في أفغانستان، وتم القضاء على جميع مراكزها الخطيرة. وأكد ظهير قدير أيضًا أنه مع استعادة الإمارة الإسلامية للسلطة، تم القضاء بالكامل على بقايا داعش في البلاد.
بعد القضاء على شبكات داعش في الداخل، انتقلوا إلى البلدان المجاورة. ووفقًا لتقارير حديثة، أنشأت داعش مخابئ جديدة قرب مدينة كويتا في إقليم بلوشستان.
تؤكد هذه التقارير صحة ما ذكرته “المرصاد” حول انتقال مراكز داعش إلى بلوشستان وإقامة معسكرات تدريب هناك، مما يثبت أن التنظيم لم يعد له وجود في أفغانستان وأن خطره قد انتهى.
في النهاية، تم طرد داعش من أفغانستان، والآن تستضيفهم باكستان، مما يسبب عدم الاستقرار في المنطقة.