الاختطاف واحتجاز الرهائن:
على الرغم من أنه في بدايات الخلافة المزعومة للخوارج، التي لم يكن الكثير من المسلمين على دراية بحقيقتها، كانوا يتلقون دعمًا ماليًا، إلا أنه مع مرور الوقت وكشف حقيقتهم، توقف المسلمون عن دعمهم وأغلقت أمامهم أبواب المساعدة.
وذلك لأن دعم الخوارج والتعاون معهم لم يكن يحمل أي فضيلة أو خير، بل كان يؤدي إلى الكثير من المعاصي، حيث يتحملون مسؤولية قتل الأبرياء، وتدمير المدن والقرى، ونشر الفساد الكبير في الأرض. ولا يتحمل هؤلاء فقط هذه الأفعال، بل يشترك معهم في العذاب أيضًا من يمولهم ويدعمهم.
لذلك، عندما يئس الخوارج من الحصول على دعم المسلمين، لجأوا إلى طرق أخرى لتعزيز قوتهم واستمرار شرهم وفسادهم. إحدى هذه الطرق التي لجأ إليها الخوارج عندما سيطروا على مناطق واسعة في العراق والشام، كانت اختطاف البشر واحتجاز الرهائن.
ففي بعض الأحيان، كان خوارج داعش يختطفون المسلمين الأثرياء الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وأحيانًا أخرى كانوا يحتجزون الصحفيين الأوروبيين الذين كانوا يسافرون إلى تلك المناطق لتوثيق حياة الناس هناك.
وفقًا لتقييم استخباراتي أمريكي، حصل الخوارج في عام 2014 فقط على 25 مليون دولار من خلال عمليات الاختطاف.
وفي تقرير آخر نقلته وكالة الأنباء “السومرية نيوز”، أفاد جبار معموري، أحد قادة الانتفاضة الشعبية في العراق، أن تنظيم داعش حقق في عام 2017 عائدات تقدر بنصف مليون دولار من خلال عمليات الاختطاف والاحتجاز في محافظة ديالى.
وفي هذا السياق، قال: “خلال عام 2017، نفذ داعش عبر مخابئه السرية في محافظة ديالى، وخاصة في مناطق حمرين، قره تبه، ونفط خانه، العديد من عمليات الاختطاف، ووضع عائلات المختطفين تحت ضغط كبير، مما مكّنهم من جمع حوالي نصف مليون دولار”.
كان الاختطاف أحد أكثر الوسائل ربحية بالنسبة للخوارج، وقد تمكنوا من جمع أموال طائلة من خلالها، مما سمح لهم بشراء المزيد من الأسلحة والذخائر، وتوسيع نطاق فسادهم.
إلى جانب الاختطاف، حصل خوارج داعش على الأموال من طرق أخرى، مثل بيع النفط والغاز، وسرقة الآثار والمقتنيات الثمينة، وتجارة العبيد في الأسواق النشطة. سنتناول هذه المواضيع في الأجزاء القادمة، إن شاء الله.