داعش الخوارج؛ السلاح الجديد للغرب ضد الإسلام! الجزء الحادي عشر 

إحسان عرب

تكفير العلماء

إن إقدام خوارج داعش على اغتيال علماء الأمة الربانيين ليس إلا جانبًا واحدًا من حرب هذه الفئة المنبوذة ضد ورثة النبي صلى الله عليه وسلم الحقيقيين، وذلك تنفيذًا لأوامر أسيادهم بهدف إطفاء نور العلم في المجتمعات الإسلامية.

فأتباع ابن ملجم الحقيقيون شنّوا – نيابة عن أسيادهم الغربيين – هجومًا واسعًا على علماء الأمة، فلم يقتصر عدوانهم على العلماء الأحياء فحسب، بل طال حتى أولئك المفكرين الذين غادروا هذه الدنيا، فلم يسلموا من ألسنتهم البذيئة.

منذ يوم ولادتهم المشؤوم، وضع خوارج داعش خططًا عديدة لتشويه سمعة علماء الأمة وسعوا إلى تنفيذها، وكانت تلك المؤامرات السامة تهدف إلى إضعاف تأثير دعوة العلماء الذين تصدّوا لفتنة الخوارج، تلك الفتنة التي نشأت في جسد الأمة تحت غطاء الإسلام، لكنها كانت في حقيقتها مجرد أداة في يد أعداء الدين، يوجهونها لضرب الأمة في مقتل.

طوال هذه المدة، لم يتوقف خوارج داعش عن تكفير كل عالم ومفكر وقف في جبهة مخالفة لهم، وبذلوا قصارى جهدهم لخلق فجوة بين عامة الأمة وهؤلاء العلماء الذين هم نجوم الهدى.

كان برنامج “دعاة على أبواب جهنم” واحدًا من عشرات البرامج التي أطلقها خوارج داعش في الفضاء الافتراضي ووسائل التواصل الاجتماعي لتشويه صورة العلماء، حيث لجؤوا إلى تزييف كلام الدعاة وتحوير خطاباتهم، رغم جهلهم العميق بالمسائل الشرعية، فكفّروا بذلك عددًا لا يحصى من العلماء.

إن خوارج هذا العصر، بإهانتهم لعلماء الأمة وعدم احترامهم لهم، إنما أساؤوا للنبي صلى الله عليه وسلم، وبالتالي أساؤوا إلى الله سبحانه وتعالى – والعياذ بالله.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك: “مَن أهانَ عالِماً فَقَد أهانَني، وَمَن أهانَني فَقَد أهانَ اللَّهَ.” (رواه الطبراني والبيهقي).

أي: “من أهان عالمًا فقد أهانني، ومن أهانني فقد أهان الله.”

لقد سعى خوارج داعش، من خلال دعاياتهم الواسعة، إلى تشويه صورة العلماء الحقيقيين بهدف إبعاد الناس عن منابع الدين الأصيلة.

لكن التاريخ أثبت أن نور الحقيقة لا ينطفئ أبدًا، وأن العلماء – رغم كل هذه المؤامرات – سيواصلون أداء رسالتهم في إنارة درب الأمة.

Exit mobile version