داعش؛ هجومٌ على الإسلام!

جنيد زاهد

داعش؛ تلك الظاهرة التي خُطّط لها من قِبَل عقول معادية للإنسانية والدين، حركةٌ لا تتورّع عن ارتكاب أيّ شيء في سبيل تحقيق أهدافها الخبيثة. هذا التنظيم لا يعبأ بأيّ شيء للوصول إلى غاياته ـ كما رأينا ذلك في تاريخه القصير ـ إذ إنّه لا يُولي أيّ قيمة لأيّ شيء، ولا يمنعه شيء في سبيل تحقيق أهدافه الاستخباراتية.

كان الهجوم على المقدسات الدينية، ولا سيّما التعدّي على القيم التي يعتزّ بها المتديّنون، أحد الأسباب الرئيسية لشهرة هذا التنظيم في فترة وجيزة على المستوى العالمي.

لقد كان تعاملهم مع المتديّنين أكثر تشدّدًا من تعاملهم مع سائر الأفكار والمعتقدات، وكأنهم خرجوا ليطمسوا وجه الدين ويبنوا أوكارهم في حضن الإلحاد واللاّدينية.

شنّت داعش، خلال مسيرتها القصيرة، هجمات ظاهرة وخفية كثيرة ضد الإسلام، بهدف تشويه هذا الدين الطاهر، وإبعاد الناس الذين يضحّون بأرواحهم من أجله.

كانت داعش من خلال نهجها القائم على الإرهاب ونشر الرعب، تمهّد الطريق لترسيخ الفكر العلماني داخل المجتمع.

وفي المناطق التي بسطت هذه الجماعة المتطرّفة سيطرتها عليها، حُرم الناس من القيادة الشرعية للمجتمع، وتسلّطت مجموعة صغيرة ـ لا تمتلك أي شرعية حقيقية ـ على رقاب الناس، وأمسكت بزمام الأمور من دون أي قاعدة أو قانون.

في هذا الفكر، يُفترض بالجميع أن يكونوا عبيدًا خُلِقوا لتصديق معتقداتهم السوداء، وأن يسلّموا بها دون أيّ اعتراض أو شكوى.

وقد بلغ هذا الغلوّ في التسلّط لديهم حدًّا جعلهم يُخرجون كلّ من يخالفهم في الرأي والمظهر من دائرة الإسلام، ويعتبرون أنفسهم وحدهم المسلمين الحقيقيين على وجه الأرض.

لقد أثّرت هذه الهجمات التي شنّتها داعش ضد الإسلام ومعتقداته النقية إلى حدّ كبير على نظرة غير المسلمين إلى هذا الدين الطاهر.

ولكن مع مرور الوقت، وتحرّك العلماء الربانيين والمفكرين والمجاهدين الإسلاميين، تمّ إحباط هذه المؤامرة على مستوى العالم.

فعندما كانت داعش تركب صهوة القوة وتفتخر بتنظيمها وعددها، وتدّعي الألوهية كما فعل فرعون، كان المجاهدون الحقيقيون في أنحاء العالم يمحون تلك الأفكار والمعتقدات المنحرفة التي نشرتها هذه الجماعة.

وكان المفكرون والمجاهدون ناشطين في هذا المجال إلى درجة أنه ـ بفضل الله تبارك وتعالى ـ تمّ القضاء بالكامل على تلك الأفكار والهجمات التي كانت موجهة ضد الإسلام وقيمه السامية، وكُشفت الحقيقة أمام العالم أجمع.

Exit mobile version