داعش؛ ممثل المنظمات الاستخباراتية  

راشد شفيق

#image_title

يعدّ الانحراف الفكري للجيل الشاب الذي يجري تحت مسمى الخلافة الإسلامية أو داعش من أبرز التحديات التي تواجها الأمّة الإسلامية في السنوات الأخيرة، والحقيقة أن زيادة الحوادث والأزمات في الأمة الإسلامية مهدت الطريق لتحقيق الأهداف السيئة للمخابرات والمنظمات التي يتم تنفيذها الواحدة تلو الأخرى ضد القيم الدينية للمسلمين.

 

هذه التنظيمات تستخدم أفرادها المدربين لخداع شباب الأمة الإسلامية تحت ستار الخلافة الإسلامية (داعش)، وبناء على أيديولوجيتهم المتطرّفة، يدوسون حقوق الإنسان و ينتهكون كرامة الإسلام، ويهاجمون الأماكن الدينية المقدسة، ويرتكبون جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ويغتالون أبطال الأمة الإسلامية غدرا وخيانة.

ترى داعش نفسها ممثلة للإسلام، لكن في الحقيقة جميع أفعالها يتناقض تماما مع روح التسامح والعدالة في الإسلام، لأن الإسلام يضمن حماية حقوق الإنسان وكرامته؛ كما قال الله في القرآن الكريم: ولقد كرمنا بني آدم.

عندما أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم النظام الإسلامي في المدينة المنورة، أقامه على حفظ كرامة الإنسان، بغض النظر عن الاختلافات الدينية، وحتى في ساحة المعركة، وضع الإسلام قوانين تضمن كرامة الإنسان، ولكن على العكس من ذلك، فإن داعش يقتل الأبرياء ويعذب السجناء ويشجع أتباعه على القتال ضد النظام الإسلامي.

 

 

في الوقت الذي اشتدت فيه عاصفة المصائب في بلادنا وكانت هذه الأرض دائما هدفا لهجمات القوى الاستعمارية، قامت أجهزة الاستخبارات بتنشيط جماعة تسمى الخلافة الإسلامية (داعش) في أفغانستان، وكان هدفهم خداع الأفغان العزل على ما يبدو واستخدامهم على تحقيق أهدافهم المشؤومة.

ولكن بفضل الله وتضحيات الشعب الأفغاني، فشلت هذه الأهداف الشريرة واحدة تلو الأخرى، ولم تتمكن داعش من تحقيق أهدافها في أفغانستان.

 

لقد أدركت شباب الأمة الإسلامية اليوم، من خلال الاهتمام بفلسفة الأحكام الشرعية، والدراسة العميقة لمختلف جوانب النظام الإسلامي، حقيقة داعش بأنهم خوارج عصرنا وهم في الحقيقة ممثلون لأجهزة استخباراتية. داعش هي جماعة تعارض بشدة النظام الإسلامي، وتحاول من خلال استخدام أفكارها التكفيرية المتطرفة تدمير الصورة المقدسة للإسلام في جميع أنحاء العالم.

والآن بعد أن وصلت سفينة أحلام الشهداء في بلادنا الإسلامية إلى شاطئ النصر، أي السلام الشامل وتطبيق شريعة محمد صلى الله عليه وسلم؛ يعدّ من الضروري أن يسعى العلماء والمفكرون والشخصيات الثقافية إلى القيام بدور مؤثر في توعية الشباب وخدمة الدين والوطن.

وعليهم أن يتعلموا من التاريخ ولا يسمحوا لشباب الأمة الإسلامية أن يقعوا فريسة للجماعات الاستعمارية، ومن واجبهم الديني والإسلامي أن يحبطوا المساعي الأجنبية الهادفة قبل تنفيذها، ويجب على المجتمع الإسلامي العالمي أن يتبنى استراتيجية موحدة ضد داعش، ولا يعتمد فقط على العمليات العسكرية، بل يجب أن يخوض صراعا فكريا ضد داعش وأفكارها أيضا.

ابو صارم
Exit mobile version