_بقلم: بهير الأفغاني_
قبل ظهور الإسلام، كانت البشرية غارقة في تغيرات لا تنتهي، وفقدت الأمل في الخروج منها. كانت الحروب القومية واللغوية مستمرة، والناس يقتلون بعضهم بعضًا لسنوات عديدة بسبب النزاعات الداخلية، ودماء الشباب كانت تُهدر. الضعفاء والمساكين كانوا عبيدًا للمتغطرسين والمتسلطين الذين يفعلون ما يريدون بلا رادع. كانت العبودية وبيع وشراء البشر أمرًا شائعًا ومقبولًا عالميًا، وكان التفاخر بالأجداد والآباء من أعظم مسائل الحياة. فقدت الإنسانية لونها ورائحتها، ولم تكن تعرف ماذا تفعل؟ ولأي هدف تعيش؟ وكيف يجب أن تعيش؟
لكن مع قدوم الإسلام، تغير كل شيء؛ كل زهرة نمت في مكانها وأوصلت عطرها إلى أنوف الآخرين. مع ظهور الإسلام، سالت دماء الشباب من أجل تقدم الدين الإسلامي ومكافحة الغزاة الظالمين وأقطاب القوى العالمية في سبيل الله، وهذا لم يكن فقط مكافأة بل كان المسلمون يطيرون نحو الشهادة كالفراشات.
الإسلام العزيز قضى على كل ما كان يضر بالإنسانية، وأسس خلافة على الأرض لسنوات طويلة. في هذا السياق، قامت جماعات معادية تتبع اليهود والنصارى بارتداء اللباس الإسلامي، لكنها قامت بأعمال وحشية تتعارض مع روح الشريعة الإسلامية ضد الحكومة الإسلامية والمسلمين وحتى الكفار الذين منع شريعتنا الإسلامية قتلهم وتعذيبهم وأمرتنا بحمايتهم. وكانت هذه الأعمال الوحشية تهدف إلى إبعاد الناس عن القرآن والشريعة الإسلامية وتعطيل دعوة الإسلام.
في العصر الحالي، أصبحت مسؤولية تشويه سمعة الإسلام وأحكامه الشرعية على عاتق جماعة تُسمى “داعش”. منذ ظهورها، ارتكبت أفعالًا وتصرفات أضرت بصورة الإسلام وجعلت الشعوب الكافرة تكرهه. بينما الإسلام يمنع قتل الكفار العاديين والمسالمين غير المسلحين، ولم يثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قاتل مثل هؤلاء الناس، داعش لم تترك أي عربي أو أفغاني أو كردي أو سني أو شيعي أو مسلم، لم تترك أي جماعة إسلامية أو علمانية دون أن تهاجمها.
داعش لم تخدم الإسلام والأمة الإسلامية بشيء، بل نشرت غيوم الغضب والكره على سماء المسلمين وأصبحت عامل كراهية فعال في أعين الناس غير الواعين بالإسلام وأحكامه. لا شك أن الأحداث الأخيرة التي ارتكبتها هذه الجماعة قدمت خدمات عظيمة بشكل مباشر وغير مباشر للأحزاب العلمانية والمناهضة للإسلام، حيث استغلت هذه الأحزاب الموقف لمضاعفة أنشطتها الدعائية ضد الإسلام.
هذه الجماعة تُستخدم من قبل الولايات المتحدة والغرب وباكستان وإيران وطاجيكستان للعمل ضد المسلمين والمبادئ الإسلامية. هذه الدول تستغل داعش، التي تستقر في بلوشستان الباكستانية، لتحقيق أهدافها الشريرة ضد الحكومة الإسلامية الجديدة في أفغانستان التي تنشط في مواجهة أعداء الإسلام.
داعش اليوم أصبحت أداة للعداء والحرب ضد أفغانستان، حيث تدخلت العناصر الطاجيكية والباكستانية من باكستان وإيران إلى أفغانستان أو أُرسلت إلى دول أخرى. لكن يجب أن نعلم أن العدو سيفشل في تحقيق مخططاته ضد الشعب الأفغاني والمسلمين، بإذن الله.