١:- التمهيد لاحتلال البلدان الإسلامية
كلما أرادت دول كافرة كانت تحلم في نفسها الرغبة في دخول البلاد الإسلامية ونهب ثرواتها المادية والمعنوية في العقود القليلة الماضية أن تحتل أراض إسلامية، استخدمت أولا سلاحها الجديد قبل الاحتلال، قامت بتمهيد الأرضية لاحتلال ذلك البلد.
نعم! كلما أرادت الدول الكافرة التدخل عسكرياً في بلاد المسلمين فإنها تزرع أولاً بذور الخوارج الخبيثة في تلك البلاد، وبعد أن تتمكن من السلطة فإنها توفر الذريعة المقبولة لهجومها على تلك البلاد وتوسيع ظلمها وجرائمها.
في كل زاوية من بلاد الإسلام التي وضعت فيها خوارج داعش خطواتهم المشؤومة، يأتي أسيادهم الغربيون في اليوم التالي بحجة محاربة داعش، ليهاجموا تلك الأرض وينفذوا ما يريدون على أرض الواقع أمام أعين شعوب العالم من جرائم القتل والمجازر الوحشية، إلى الاغتصاب والاعتداء على شرف المسلمين، ومن سرقة ونهب الممتلكات المادية إلى استهداف معتقدات ومقدسات أهل تلك الأرض.
نتيجة لهذه السياسة الشريرة، تبدل العديد من البلاد الإسلامية إلى ساحات معارك بالوكالة؛ حروب ظاهرها أنها حروب ضد الإرهاب، ولكن في الحقيقة هدفها تقسيم البلاد، وإضعاف الدين، ونهب ثروات الأمم الإسلامية.
نشير فيما يلي بشكل مختصر إلى عدد من البلدان التي دخلتها خوارج داعش ثم احتلها الغربيون:
العراق: على الرغم من احتلال العراق أول مرة من قبل الولايات المتحدة في عام 2003، إلا أنه مع سقوط الموصل وتوسع داعش في عام 2014، دخلت الولايات المتحدة والتحالف الدولي العراق مرة أخرى بحجة محاربة داعش وأقامت قواعدها العسكرية في مناطق مختلفة.
سوريا: في عام 2011، ورغم أن الثوّار السوريين كانوا يتقدمون بسرعة، وظن الكثيرون أنهم يشهدون الأيام الأخيرة لنظام الأسد، إلا أنه مع ظهور فتنة الخوارج فتحت البلاد الغربية، وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، أبوابها للبلاد، وشنت عمليات عسكرية مباشرة فيها.
ليبيا: ليبيا كانت ضحية أخرى لوجود خوارج داعش بطريقة ما، ومع رفع علم الخلافة الخارجية المزعومة في مدينة سرت الليبية، وجد شعب هذه الأرض المعذب نفسه مرة أخرى تحت الظل البارد للمحتلين، وقضوا أيامًا وليالٍ مريرة.